من نعمِ الله البهيّة ..
أن وَهبَني طفلة ذكية..
موهوبةٌ وأيّ خلقٍ تحمِل..
وأيّة سجيّة
لاتبرحني مالَم يستكن للنوم اِحدانا
إما أنا أو هيَ ..
وَحين يغشاني النعاس تبقى بجانبي لاتتململ ..
كروحي هيَ وأكثر..
أحنو عليها وَتحنو عليَّ ..
وَمن جميلِ طبعها ترافقني أينما ذهبت لصيقة بيَ
في الغداةِ والعشيّة..
وَتسألني باستمرار أحياناً أجيبها وأحياناً أضجر..
وفي أوقاتٍ أودّ التحدّثَ اِليها ..
وأسألها يابنيّة أما سمعتي يوماً عن الكوثر ؟ ..
تقول لي ومن لايعرف فاطمة الزكيّة ..
وهل سمعتي يوماً عن الطفلة السبيّة ؟ ..
لا وحقّكَ ياأبي فمن تكون هيَ ؟
آه يا ابنتي اِنها شهيدة الدمعة الشجيّة ..
آه عليكِ سيدتي فالدمع مابَرِحَ أن يستكين في مقلتيّة..
سأقضي طول العمر عليكِ أنحَب وبالعويل أندب أيتها الجليلة الجليّة ..
آه يا ابنتي فقلبي أوشكَ أن يتفطّر فأيّة قصّة تلك وأيّة رزيّة ..
وَبعدَ النحيب أرى طفلتي تتطلّع اِليَّ ..
جاحظة العينينِ وقد بدا دمعها يقطر تلوذ بيَ ..
يا ابنتي انّ بكائي على الحسين وآله واجب ..
ومابقيت لهم نادب ولمن ناصبهم شاجب
صدّقيني يا ابنتي فكلّما نظرت اِليكِ تذكّرت طفلته السبيّة..
فكيفَ آل للحسين كلّ هذا الصبر أن يحمل
فضحّى بفلذاته وقد أخذته على الدين الحميّة ..
آه يا ابنتي أما زلتي راغبة أن أكمل وبدا دمعكِ على الخدود يهمل .. حتى شعرت ببرودة يديكِ على كتفيَّ ..
وقد اِنقطعَ عنّي صداكِ والحياة غيّبت رجاكِ ..
عودي اِليَّ وكلّميني يانور عيني .. أفيقي ياصبية ..
لاتتركيني بمفردي بقيّة عمري ولاتصدميني يارقية ..
فحينَ أصبح غداة كلّ يوم تبقى سمائي ناقصةً
حتى يبزغ نور وجهكِ ليملؤها حياةً حقيقيّة ..
فمن بعدكِ ستبقى سمائي مكدّرة يارقيّة ..
آآآآآآآه يارقيّة .. آآآآآآآآآه يارقية .. آآآآآآآآآه يارقيّة .