.
أنا رديءٌ، أصحابي جياع
١
أختارُ ألّا أنامَ الليلة
لا فرق،
كثيرةٌ هي الليالي التي لا أنامُها
كما أختارُ كتابةَ أيِّ شيءٍ يردُ على بالي
حتى وإنْ يفضي هذا لاعتقادِ بعضِهم أنها زوائدُ رديئة.
أولئك الذي ينظرون باقتضابٍ إلينا
كلما حاولنا الامتلاءَ بهم.
أحارُ بينَ العواءِ والغناء
وأعرفُ،
أنَّ كليهما لايمنحُ الكراهية دماً جديداً
وأنا خائرٌ
بحاجةٍ لأنْ أكونَ بغيضاً
تماماً كما يفعلُ أصحابي الليلة
أراهم يشحذونَ أسنانَهم في ظهري
ونخبُ ابتساماتِهم يرنُّ عالياً
ما أوطأُ سقفَ الأيام
وأوسعُ عجزي.
٢
لو أنَّ الأسى يطرقُ بابي
ما أدخلتُه.
أُخرجُ له قدحاً فارغاً وقميصاً مستعملاً
ثم أتابعُ خُطُواتِهِ من خلفِ الباب
فيما يشقُّ طريقَهُ لغيري.
غيمةٌ وشيكةٌ تمرُّ،
أخرى تمرُّ.
وأنا أزعمُ أنَّ اللهَ سيحلُّ الليلةَ ضيفي
يمسحُ جبينَهُ حياءً
أحدثه دون توقف
يُحركُ شايه، ينظرُ من النافذة
ثم إلى ساعتِه
ليغادرَ بصمتهِ المعتاد.
أكتبُ له ليلاً:
– خُذْ قلبي وامنحني خنجراً
حربةً، أيَّ معدنٍ وإنْ كان صدئاً
خُذْ قلبي قبلَ أن يأخذَهُ أبناؤك.
ثم، يا الله،
أتذكرُ الذئبَ الذي تمنيتُهُ منك!
ماعادَ يهم
أصحابي جوعى
فأبقِ عليّ.
منقوول