.
اسمك في الإيبيرية القديمة “نهر”
وليس الأمر بعيدا تماما،
دون الرموز الملقاة على قارعة الطريق
فقد علمتني السباحة في ساعتين
أغطس في الماء وأنت بانتظاري على بعد ستة أمتار
ودائما أصل إليك.
كان لجلدك رائحة أعشاب تنمو على الضفتين
منقطعة الجذور، شبه ميتة شبه حية،
وكان تيار من الجنون يصيب عينيك فتنحرفان عن مسارهما وتتفرعان كدلتا
وشيء مظلم يموج داخلك
كانت أسماك حية ترعى فيه، تتغذى على ضحكتك التي تفلت منك أحيانا
وأبدا حملت مركبا إلى بر الأمان
لا عائلتك ولا لوحاتك ولا أنا الذي كنت ألمس شفتيك وأجد فيهما
هذا الماء المندفع دفعا إلى مصبه المحتوم.
..
قلت لك مرة إن أمي ستموت
بينما أنا بعيد عنها وبعيد عنك،
ستضع الملابس والمفارش والأغطية في الغسالة
ستكنس البيت ودرجات السلم
ستمسح أتربة الشرفة
ستغسل الأكواب والأواني
ستطلب حقنة لتنظيف الأمعاء
ونعناعا وحماما ساخنا
ستجلس على حافة السرير
وتقول امنعوا عني الهواء لثلاث دقائق
ستبتسم لصورتي
وتقول لنذهب الآن. .
ــــــــــــ
هامش : المقطعان في الأصل من قصيدة للشاعر بعنوان : وراء الباب .
منقوول