.
قصائد تستطيل كلما حاولْتُ إيجازها
…..
بحياد تام
صديقى القارئ ،
أنصحك أن تقطع أى أمل
فى أن تلبى لك قصائدى
أى مطلب تبحث عنه على الإطلاق
فأنا نفسى أعتبرها :
” لا شىء “
.
فى قمر عزلتى
أكتب قصائدى
وعلى شعاعين من نوره
أنشرها بمشابك الحنين
ثم أنظر
فأجد الولد الوحيد واقفا يتلقى الدموع
فى صحن فمه المفتوح
صوْب شرفتى العالية
.
شاعرةٌ هاربةٌ من الأضواء أنا
لأسبابٍ تعنينى وحدى
وبلا سيرة حياة يمكنكم أن تجدوا لها صدى واحدا
إن بحثتم باكتراث فضول حقيقى ،
فى أى كتاب ..
اسمى وفاء المصرى
والوحدة هى كل ما أملك
لكن لدَىَّ خاتم فى خفة فراشة شفافة
أهداه لى ولد يكتب الشعر، قبل أن يخلق الله الكون
ولمَّا أعجبت الله الفكرة
خلق لنا الأرض لنلتقى عليها
واستمر يراقب أخطاءنا من مكانه المجهول
بتسامح زائد يجعلنا غير راغبين فعلا فى مواجهته
.
أدمن كتابة قصائدى اليائسة بعفوية عارية
وبلغة دارجة تحمل طابع الفوضى
أكتبها بكل مبالغاتى الطفولية
ومن دون أن أنسى كونى امرأة
– مما يجعل الولد الذى يحبنى يجزُّ على أسنانه من الغيظ –
وفى سطح روحى العالى
أنقِّيها من كل شوائب الغموض التى تعْلق بها
ثم أهديها
، فى النهاية ،
إلى كل أولئك الذين إذا استمعوا إلى محاضرات النقاد
استغرقوا فى النوم ،
وكما يليق بنجمة وحيدة
أبيت أدَوِّى بوضوحى وسط كل ذلك الضباب المخيف
.
أحبُّ الرسم جدا
وبكل براءة المبتدئين فى الحب
أجرِّبُه كطريقة أخرى لتوثيق دموعى
.
كل الشعراء بداخلى
لكن لا يعرف اسمى هنا
سوى أولئك الذين سُرقت أحلامهم
وهم يحرسون الوطن ليلا
.
شربَنى ماء عزلتى
فنبتت ليدَىَّ أغصان وفروع
ولساقَىَّ جذور ضربت بقوة فى أغوار عمرى
صرت أنا نفسى ظلا تشتهيه الأشجار العابرة
وتهرع إليه الطيور التى تعبت من أفاعى الشمس
ومن نسورها الجارحة
.
يمكنكم أن تراقبونى كيرقة
وأنا أمعن كل يوم فى التوغل بشرنقة عزلتى
بمسافة جرْح
وبمنتهى الأريحية :
يمكنكم أيضا أن تنادونى كما يطْلق علىَّ أصدقائى النادرون :
رَبَّة العزلة
أو كما يحلو لامرأة سخيفة تداهمنى فى المرآة كل صباح :
ملكة جمال التخلف !
وذلك لأسباب
لم أتمكن ، أصدقائى القراء ، من ذكرها فى هذه القصيدة
فبعد فراغ زمنى ، استمر لليالٍ طوال
لم تعد هذه القصيدة قادرة على أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام
أو تعود حتى إلى الخلف
فقط توقفت
لسبب لا أعرفه
.
هل أبدو لكم بائسة للغاية ؟
ربما ..
صدقونى
أنا لا أعرف كيف تُراوَدُ القصائد عن نفسها
يكذب عليكم من يقول إنه يفعل ذلك بيقين العارفين
والقصائد لا تنتهى
فقط تتوقف
كتخثُّر جرْح بعد أن ينزف طويلا .
منقوول