بالنتيجة ياصديقي العزيزي لابد من تفسير علمي لطبيعة العلاقات بين الدول
وعند التفسير لابد من استحضار التاريخ ،، فالمنهج التاريخي يعد منهجًا علميا وأساسيًا في تحديد طبيعة العلاقات الدولية وتفسيرها .
وبنظرة متمعنة للعلاقة القديمة بين العراق وجارته الحبيبة الجمهورية الإسلامية ، منذ فجر التاريخ ايّام الحضارة البابلية والسومرية مروراً بالفترة التي سبقت دين محمد ( الإسلام ) وأثناء قيام الدولة الإسلامية ومابعدها ، وانتهاءا بتاريخنا المعاصر الذي يبدأ من عهد الحرب العراقية الإيرانية ومابعد الاحتلال الأمريكي للعراق .
نجد إن هذا التاريخ مليء بالحروب والصراعات والنزاعات والاحتلالات المتكررة ، بالتالي فأن العلاقة المعاصرة هي وليدة تاريخ طويل اسود ومرير ، من الحروب والصراعات . نتيجة اختلاف القيم والقومية والمصالح بين البلدين .
فكما يقول سوروكين
في الحرب. يقوم السلام سواء الداخلي في وطن ما أو الدولي على التشابهات في القيم بين الناس في الدولة أو بين الدول المختلفة. ويكون للحرب طورًا مدمرًا عندما تتدمر القيم، وطور انحدار عندما تستعاد بعض القيم. واعتقد سوروكين أن عدد الحروب ينقص مع زيادة التعاضدد وانخفاض العداء، وإذا شددت قيم المجتمع على الغيرية بدلا من الأنانية ستختفي الحروب .
بالتالي إن شيوع الأنانية العرقية بين العرب والفرس وصراعها الأزلي ، لايمكن ان يختفي إلا مع انقراض او اختفاء احد طرفي النزاع .
…
ولو سمحت اطلب من حضرتك تجاوبني على هذا السؤال :
فرضاً حضرتك أمنت عند شخص مبلغ من المال ،، وهذا الشخص خان الأمانة وسرق المبلغ ،، وعاودت الكرة مرة ثانية وأمنت عنده مبلغ آخر ،، وهو ايضاً خان الأمانة وسرقها . وتكررت الحالة عدة مرات .. بالتأكيد انت ماراح تسأمن هذا الشخص بالمستقبل لو مهما وصل الى درجات عليا من التدين والإيمان . ولاتأمنه طبعاً ، بناءً على نوع وطبيعة العلاقة التاريخية الي ربطتك بهذا الشخص .
نرجع للسؤال : شنو راح يكون حكمك على الشخص الي يأمن بشخص آخر خانه سابقاً مرات عديدة ؟
…
مع الحب والتقدير والاعتزاز ، صديقنا وشاعرنا الكبير فقار الكرخي .