سيطر على زبائنك من خلال مشاعرهم

إذا أردت أن تنجح في أي مشروع أو عمل، والقيام به على الوجه الأكمل، فعليك أولا أن تدرس المحيط والعوامل التي يمكن أن تكون سببا في نجاحك أو فشلك.
سيطر على زبائنك من خلال مشاعرهم

ومن أهم العوامل التي يجب عليك التركيز عليها، هي أن المنافسة حاليا في الأسواق العالمية ليست مرتكزة على الاستحواذ على أموال الناس. بل هي منصبة بالدرجة الأولى على الاستحواذ على مشاعرهم، وذلك لسبب بسيط لأن الناس لا يشترون الأشياء بناء على المنطق الذي ينبع من عقولهم بل على المشاعر التي تفرزها قلوبهم. لذا عليك أخي القارئ أن تلامس قلوب من تتعامل معهم، ليعودوا إليك لطلب المزيد من خدماتك.

وكمثال على ذلك، إذا ذهبت لشرب فنجان قهوة في أحد المقاهي، فأعجبك الديكور والمنتج المقدم إليك والزي الموحد للعاملين هناك، إلا أنك احسست بفتور في تعامل النادل الذي قدم لك الفنجان، فمن المرجح أنك لن تعود إلى هذا المقهى مرة أخرى لأنك تعرف أنك لن تحس بالراحة هناك. وبالمقابل لنفترض أنك ذهبت لشرب كأس من الشاي في أحد المقاهي المتواضعة فعاملك النادل بلطف زائد وأشعرك أنك أهم زبون لديه. فبطبيعة الحال لن تترد في الرجوع إلى هناك مرة أخرى رغم أن المكان لا يرقى لمستوى المقاهي الأخرى، لأنك شعرت بالأهمية والتقدير من قبل الأخرين.
ويجب أن تعلم شيء مهم عن عالم الكبار فهم مجرد أطفال في أجساد ناضجة، فالمشاعر الطيبة هي كل ما يهم الجميع. فالمشاعر مهمة في توجيه سلوك العملاء، يقول الكاتب الشهير والمدير التنفيذي لشركة ساتشي كيفن روبتس في كتابه THE FUTURE BEYOND BRANDS الفرق الأساسي بين المشاعر والمنطق، هو أن الأولى تؤدي إلى أفعال أما الثانية فلا ينتج عنها إلا استنتاجات فالبشر يتحركون عندما يتم تحريك مشاعرهم. وهذا ما قصدته شركة كوكا كولا عندما وضعت أسماء أفراد العائلة (أمي-أبي-صديقي....) على غلاف قنيناتها لتستميل مشاعر زبائنها ولتحجز لنفسها مكانا داخل الأسرة.

فالناس يقصدون الأماكن التي يشعرون فيها بالاهتمام والرعاية وبأنهم متميزون. فلو كنت ممن لا يحبون الارتباط بزبائنهم
عاطفيا. فأنت عرضة لفقدانهم إذا ظهر في الساحة منافس يعرض منتج أقل من منتجك جودة ولكنه يحرص على اظهار التقدير والحب لزبائنه. أما إذا شعروا بأنك لامست مشاعرهم فأنت بذلك تحجز مكانك كأحد أفراد أسرهم وبالتالي سيخلصون لك ويخبرون باقي عائلاتهم عنك وسيعتنون بك حتى وإن ساءت أحوالك.