لماذا اختفت الحضارة السومرية بصورة مفاجئة؟
توصل علماء المناخ إلى أن الجفاف والعواصف الترابية كانت السبب في اختفاء الحضارة السومرية بصورة مفاجئة قبل 4200 سنة.
وتقول كارولين ستاسي وفريقها العلمي من جامعة أكسفورد في مقال نشرته مجلة "PNAS" عن استنتاجات العلماء: "منذ زمن بعيد، كنا نشك بحدوث كارثة مناخية في ذلك الوقت، تسببت في انقراض ليس فقط الحضارة السومرية، بل والهندية والمصرية أيضا. ولكن لم يكن لدينا ما يثبت هذا، باستثناء بعض الاكتشافات على ساحل البحر الأحمر وخليج عمان".
وتعد الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين وحضارة مصر القديمة وحضارة وادي السند في الهند، أقدم ثلاث حضارات على الأرض، ظهرت قبل حوالي 6 آلاف سنة على شكل مجتمعات كبيرة تمارس التجارة وتتنافس فيما بينها.
وقبل حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، تمكن الملك الأسطورة، سرجون الكبير، من غزو والاستيلاء على جميع مدن السومرية وأسس الإمبراطورية الأكّدية، وشرع القوانين والقواعد العامة للتجارة وغيرها من سمات الحضارات المعاصرة.
ومع أن هذه الإمبراطورية كانت تعد أقوى دولة "عظمى" في ذلك الوقت، إلا أنها بعد مضي 200 سنة على تأسيسها، اختفت مع عاصمتها، أكّد، دون أن تترك أي أثر.
وبقي اختفاء تلك الحضارة موضع جدل بين المؤرخين، فمنهم من اعتقد أن مدن بلاد ما بين النهرين لم تكن راضية عن السلطة المركزية وناضلت ضد سرجون وأحفاده. أما الآخرون، فيربطون اختفاءها بغزوات قبائل جوتي التي دمرت البلاد وقوضت سلطة الملك.
ولكن قبل فترة، بدأ البعض من الجيولوجيين وعلماء المناخ يتحدثون عن كارثة مناخية دمرت حضارة سومر. وبرزت هذه الآراء عقب الحفريات في سوريا المجاورة التي أظهرت أنه قبل حوالي 2200 سنة قبل الميلاد، بدأت في الشرق الأوسط مرحلة جفاف شديد، تسبب في القضاء على جميع المدن الكبيرة في هذه المنطقة.