كانت الغزالات الثلاث قد أقمن في مغارة صغيرة عند سفح الجبل وظللن فيها سبعة ايام معدودات وذات ليلة استيقظت الغزالات علي أصوات أحجار صغيرة ترتطم بباب مغارتهن، وحين تطلعت الغزالات بعيونهم وهن مختبئات في المغارة رأين خمسة قرود تطلق الاحجار عليها .
لم تستطع الغزالات مواجهة القرود الخمسة ولذا أخذن يتوسلن الي القرود لتكف عن إطلاق الاحجار لكن القردة لم تكترث لتوسلات الغزالات، وتكرر الأمر ليلة بعد ليلة فضاقت الغزالات بالحياة في تلك المغارة واحترن في الأمر .
قررت الغزالات ان تستشير كبير الغزلان فيما ينبغي لهن أن يفعلن إزاء القرود التي أساءت الي عرين الغزالات، وحين قصت الغزالات حكايتهن لكبير الغزلان، تساءل : أين تقع مغارتكن أيتها الغزالات العزيزات ؟ اجابت احدي الغازلات : هناك يا سيدنا يا كبير الغزلان، هناك عند ذلك الجبل – وهل أقمتن ذلك البيت بأنفسكن ؟ – لا يا كبير الغزلان لقد وجدناه مهجوراً فأقمنا فيه، – وهل يقع ذلك البيت في أعلي الجبل أم هو واطئ عند السفح ؟ – إنه عند السفح يا سيدنا .
هنا ابتسم كبير الغزلان وقال : البيت أيتها الغزالات العزيزات هو موطن صغير والموطن الواطئ يظل عرضة للتهديد فأرفعن موطنكن ارفعنه عالياً عالياً، احفرن بين الصخور في أعالي الجبل، عادت الغزالات وصعدن الي اعلي الجبل وبدأن عملهن وبعد يوم وليلة كان للغزالات بيت في موقع عال من الجبل تحيط به الصخور الصلبة من كل جانب .
وحين عادت القرود وهي تحمل الاحجار لم تجد الغزالات في بيتهن القديم، فبحثت القردة عنهن حتي عرفوا ان الغزالات قد بنين لهن بيتاً في اعالي الجبل، بدأت القرود ترمي الاحجار علي بيت الغزالات الجديد، ولكن كم كانت الغزالات سعيدة حين رأين الاحجار ترتد راجعة الي رؤوس القردة .