تجميل النساء في حضارة وادي الرافدين


المرسى نيوز
استعملت نساء بلاد الرافدين مواد التجميل المختلفة لاظهار انفسهن بالمظهر اللائق كما استخدمن المساحيق المختلفة لاضفاء الجاذبية عليهن فعملن على تجميل العينين والبشرة بواسطة اصباغ ذات اللون الابيض والاحمر والاصفر والازرق والاخضر والاسود وقد وجدت بقايا اعشاب على اصداف في القبور الملكية في اور تعتبر من مصادر هذه الالوان وغالبا ماكان ينظفن اجسامهن بالماء والصابون مع اجراء عمليات المسح بالزيت لتنعيم البشرة-وتفننت النساء بعمل ازيائهن وتصفيف شعرهن وتعطير اجسامهن ولبس الاساور والقلائد والحلقات ودبابيس الشعر وما الى ذلك من مواد الزينة المختلفة المتعددة.
زودتنا النصوص المسمارية ببعض المصطلحات ذات العلاقة بالجمال الذي يخص المراة واستعمالاتها ومنه المصطلح الاكدي namaru الذي يعني(مرايا) وكذلك المصطلح musalu الذي يعني مرايا معدنية ومرادفها السومري MI.URU وفد عرفت الاولى بانها جرة المكياج الخاصة بالالهة عشتار وقد عثر خلال التنقيبات الاثرية على مرايا مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز اذ كان المعدن يصقل جيدا حتى يصبح سطحه عاكسا ويمكن تحقيق ذلك بالصقل بواسطة نوع خاص من الجلد مشابها للشاموا وقد جاء ذكر المشط بالنصوص المسمارية بصيغة MUS/itu,mustu ومرادفه السومري GAZUM/ZUوقد تم العثور على العديد من الامشاط التي كانت تصنع باسلوب فني رفيع من الخشب والعاج كما عثر على الامشاط الذهبية ايضا.
اما النصوص الادبية فقد زودتنا بمقاطع ذات علاقة بالتجميل استنادا الى النص الاتي:-
عندما استحميت لاجل السيد
لاجل دموزي
غطيت وجهي بالبودرة
عندما جملت عيني بالكحل
المواضيع:-تجميل العين بالكحل والاصباغ-التجميل باحمر الشفاه-تجميل الوجه-التجميل والاثارة بالعطور-تسريحة الشعر-مطرف اظافري وحلاقي-حمالة الصدر-الملابس-التزين بالحلى والجواهر-واخيرا زينة الالهة عشتار
ساشرح الان تجميل العين بالكحل والاصباغ:-
يعود استعمال الكحل الى عصور ماقبل التاريخ وقد اشارت بعض النصوص المسمارية الى ان النساء استخدمن مواد التجميل لكل من العيون والبشرة في بلاد الرافدين ولا شك ان تظليل العيون كان جذابا في مطلع الالف الثاني ق.م كما هو واضح من اسطورة نزول عشتار الى العالم الاسفل حيث يذكر النص السومري انها وضعت على عينيها مرهما يسمى(عسى ا نياتي او دعه ياتي ،دعه ياتي)كاخر مرحلة من اعداد نفسها ومن الواضح ان مستحضر التجميل هذا اعتبر جنسيا ولا نعرف مااذا كانت العلاقة بين تجميل العيون والجاذبية الجنسية معروفة في بلاد الرافدين ام لا
وكان تجميل العيون يتبع قاعدة معجون (انثيمولي) حيث كان يستعمل دبوس او مرود منحوت من العاج لتثبيت عجينة الكحل وقد تم العثور على قطع من المحار التي كان يوضع فيها الكحل وكذلك دبابيس العاج والبرونز التي كان يوضع بواسطتها الكحل حول العين وقد حلل هذا الانثيمود استنادا الى الموجوةدات الاثرية وسجلات الحفريات ليثبت استعمال كبريتات الرصاص كما ان النصوص الاكدية ذكرت ايضا استخدام الزرنيخ الاصفر او رهج القار والصبغ الاحمر للعين الذي يتغاير مع الصبغة الحمراء التي كانت اكثر استعمالا.ان الاستعمال الاكدي لكبريتات الرصاص هو الذي مهد لولادة الكحل العربي.
زودتنا النصوص الادبية ذات العلاقة بالحب والغزل بالعديد من الاشارات الى استعمال الكحل كاحد عوامل الزينة والاغراء للمراة من خلال بعض الادبيات الشعرية (انا اضع الكحل في عيني) و(طليت عيني بالكحل).
التجميل باحمر الشفاه:-
الادلة على استخدام الحمرة قليلة الا انها مؤكدة اذ تزودنا قائمة مفردات قديمة فقد ذكر احمر الشفاه في قائمة سومرية ترجمت الى معجون الذهب والترجمة الاكدية المرافقة هي (الصبغ الاحمر للوجه)
وفي النصوص الادبية جاء ذكر الاغراء الذي يحدث بواسطة الشفاه المجملة او المزينة من خلال قصيدة للملك شولكي جاء فيها.
بعد ان ازين اعضائي
بعد ان ادهن بالعنبر شفتي واضع الكحل على عيني.
تسريحة الشعر:-
تفننت نساء الرافدين في تصفيف شعرهن وترتيبه وصبغه بالوان مختلفة لكي يظهر بالمظهر اللائق في المناسبات المتنوعة ومنها مناسبة الزواج ولقاء الحبيب وفي اسطورة نزول عشتار الى العالم الاسفل ذكر الحلاق الخاص بالالهة الذي يبدو انه كان مسؤولا عن تسريح شعرها واظهاره بالمظهر اللائق حيث يذكر النص في بيت الشعر المرقم (320).
التجميل والاثارة بالعطور
صناعة العطور من الامور الرئيسية في بلاد الرافدين واعتبرت من اهم الصناعات التي اقيمت لدى سكان البلاد القدماء واستعملت المنتجات العطرية الاربعة لاغراض تمس حياة كل الناس تقريبا:-
1- حاجة طبية حيث دخل جزء من العطور والزيوت في المراهم القديمة.
2- الخدمات الطقوسية ذات العلاقة بالتطهير والتنظيف الطقسي مع البخور.
3- الممارسات السحرية.
4- التجميل وغالبا مااحتوت ايضا الحليب والعسل والاملاح.
وقد لعبت المراة دور رئيسي في صناعة العطور وتحفل ادبيات الرافدين بذكر نماذج مختلفة كبيرة للعطور مثل المحاليل المائية والمراهم الخالصة منها والمركبة مع مواد عطرية اخرى وكانت نباتات العطور تنقع وتغلى في الماء لعدة ايام وتوضع في الزيت ثم تقشد (تزال القشوة)
وقد لعبت الدهون والزيوت دورا مهما في صناعة العطور كاحد عناصرها الرئيسية كما جاء ذكر عدد من الزيوت في النصوص القديمة التي كانت حقيقة زيوت عطرية استخرجت من نباتات معروفة خاصة الزيوت المقدسة السبعة او العشرة.
فمن العطور الحيوانية نذكر عبير المسك والعنبر والزياد (وهو طيب يستخرج من بعض سنور الزياد) والكاستور (مادة زيتية يفرزها القندس)-اما المصادر النباتية للعطور فكانت تنتج من الزهور والفواكه والحبوب وصمغ الراتنج العطري وراتنج السمن الصناعي.