المهلب بن أبي صفرة الأزدي نسبه ومولده:
هو المهلب بن أبي صفرة الأزدي (8هـ - 82هـ) وكنيته أبو سعيد(1).
وعن يحيى بن معين أنه قال: المهلب بن أبي صفرة هو مهلب بن ظالم بن سارق(2).
وجاء في طبقات ابن سعد أن المهلب كان من التابعين
وقد ولد عام الفتح الذي كان سنة ثمان من الهجرة(3).
أهم ملامح شخصية المهلب بن أبي صفرة الأزدي:
كان المهلب بن أبي صفرة يتمتع بكثير من الصفات الحميدة، والتي لا تتوفر في كثير من الرجال.
1- الشجاعة والقدرة الفائقة على القتال وإدارة المعارك بكفاءة منقطعة النظير
فهو الذى مهد لفتح السند ومدينة خجندة على نهر سيحون بينها وبين سمرقند عشرة أيام وهو الذى استعاد منطقة الختل وقد ظل يحارب الخوارج طيلة تسعة عشر سنة ولم يقضى على شوكتهم غيره.
2- الكرم
فقد كان من أكرم أهل زمانه والأمثلة على ذلك كثيره منه، أنه أقبل يوما من احدى غزواته فتلقته امرأة فقالت له: أيها الأمير إنى نذرت إن أنت أقبلت سالما أن أصوم شهرا وتهب لى جارية وألف درهم فضحك المهلب وقال: قد وفينا نذرك فلا تعودى لمثلها فليس كل أحد يفى لك به(4).
ووقف له رجل فقال: أريد منك حويجه -تصغير حاجة فقال المهلب اطلب لها رجيلا تصغير رجل يعنى أن مثلى لا يسأل إلا حاجة عظيمة.
وكان المهلب يوصى خدمه أن يقللوا من الماء ويكثروا من الطعام عندما يكون ضيوفه على خوانه حتى لا يملأ الضيوف بطونهم بالماء وحتى يملأها من الطعام
3- الحلم
كان رضى الله عنه من أحلم الناس ومن أخبار حلمه، أنه مر يوما بالبصرة، فسمع يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج ‘إلى السوق لا يساوي أكثر من مائة درهم، فبعث إليه المهلب بمائة درهم وقال: لو زدتنا فى الثمن زدناك فى العطية وكان قد فقئت عينه بسمرقند(5).
4- وكان بليغا حكيما فى آرائه له كلمات لطيفة وإشارات مليحة تدل على مكارمه.
ومن ذلك حين حضرته الوفاة، دعا إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده، ودعا بسهام فحزمت ثم قال: أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا لا، قال: فهكذا الجماعة، فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تنسئ فى الأجل وتثرى المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم.
من كلمات المهلب بن أبي صفرة الأزدي:
كانت الحكمة تجري علي لسانه، كيف لا وهم الجيل الذي شاهد صحابة رسول الله رضوان الله عليهم ومن كلماته قوله: "عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله".
وقال: الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال فى غدا إذا مت.
وقد أثني عليه الصحابة رضوان الله عليهم، لما وجدوا فيه من كريم الخلال
فقد قال عبد الله بن الزبير عن المهلب: "هذا سيد أهل العراق"(6).
وقال عنه قطري بن الفجاءة: المهلب من عرفتموه: إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر: يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم(7).
وقال عنه أبو إسحاق السبيعي: "لم أرى أميرا أيمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب(8).
وأنشد فيه المغيرة بن حبناء:
أمسى العباد لعمرى لاغياث لهم *** إلا المهلب بعد الله والمـــطر
هذا يجود ويحمى عن ديــــارهم *** وذا يعيش به الأنعام والشجر(9)
وفاة المهلب بن أبي صفرة الأزدي:
عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان واستعمل عليها المهلب بن أبى صفرة وقد مات المهلب بها سنة اثنتين وثمانين وكانت ولايته عليها سنة سبع وسبعين(10).
1- الثقات لابن حبان 5 /451
2- الجرح والتعديل 8 / 369
3- الإصابة 216/6
4- سرح العيون107
5- سرح العيون107
6- وفيات الأعيان433/4
7- الكامل للمبرد 185/3
8- شذرات الذهب91/1
9- الأغاني316/11
10- الثقات لابن حبان 5 /451
قصة الإسلام