أدى تعدين الماس في إفريقيا منذ العصور الاستعمارية وما بعدها إلى كارثة لحقوق الإنسان ، يضع ألكساندر ويندلينج وهو تاجر للماس والمجوهرات من الجيل الثالث ، صورة باهتة – ذات إطار أبيض وأسود على مكتبه في مدينة نيويورك- لجده ، مرتدياً قبعة وبدلة ، وهو يقف قبل أكثر من قرن مع بعض عمال منجم للماس أشرف عليه فيما يعرف باسم الكونغو البلجيكية.
ويستخدم ويندلينج التناقض بين الصورة وبساطة مكتبه كمحفز عقلي. يقول ويندلينج إن حقبة تعدين مشاريع الماس “كانت قبيحة بشكل مدمر ، مما يجعل بعض الإرهابيين في وقتنا الحاضر يبدون كرجال طيبين! ، كان الوضع مروعًا وإجراميا ولا يغتفر “!.
وقد انضم ويندلينج على مضض إلى تجارة الألماس العائلية وتدرّج في مناصبه ليتعلم عن القطع والتوزيع. ثم غادر في عام 2012 لتأسيس “كلين أوريجين” ، وهي شركة تبيع الماس المزروع في المختبرات عبر الإنترنت، والتي يدعي ويندلينج أنها ستكون طريقه إلى الخلاص من لعنة الألماس إضافة إلى المساعدة في مواجهة التحدي الأكبر في العصر الحديث – أزمة المناخ.
يقول ويندلينج “لقد تحدثنا نحن مواليد فترة طفرة عن قدراتنا على فعل الكثير!” وهو يرتدي سترة بيضاء بقبعة عليها عبارة “OK Boomer!” “حسنا يا أطفال الطفرة !” مضيفا “لكننا لم نحقق شيئا ولذلك أرغب في نهاية المطاف أن تكون يداي نظيفة، لقد كنت في صراع كبير على عدة أصعدة وأرغب في عمل شيء بناء من أجل العالم. ”
وأظهرت البحوث حول ممارسات النهب والممارسات غير الأخلاقية في مجال التنقيب عن الألماس مخاوف أعظم وهي أن ما يطلق عليه “الماس الدم” كان يستخدم لتمويل الأعمال العسكرية في مناطق الحرب. وقد حاولت صناعة الألماس إبعاد هذه التهمة على مدى العقدين الماضيين من خلال خطة لإصدار الشهادات التي قضت إلى حد كبير على التجارة غير الأخلاقية.
لكن الضغط الآن على أزمة المناخ بدأ يظهر بين مجموعات الحملات وجيل جديد من مشتري الماس المهتمين بالبيئة. ورغم أنه لم يتم بعد تحديد الكم الإجمالي للانبعاثات الناتجة عن الإحتباس الحراري على كوكب الأرض الناتجة عن تعدين الماس ونقله إلا أن المعادلة واضحة بالنسبة لويندلينج.
ويشير ويندلينج إلى صورة على جهاز الكمبيوتر الخاص به ، لمنجم مير على شكل فجوة هائلة تمتد على ارتفاع 1200 متر شرق سيبيريا حيث تم استخراج الماس منذ الخمسينيات وبالقرب من حافة هذه الحفرة المفتوحة الضخمة مدينة تقبع بشكل خطير.
ويعلق لويندلينج قائلا : “هل تريد أن تخبرني أن هذا أمر جيد؟ لست بحاجة إلى العلم لأقول إن [الماس المزروع في المعمل] أقل سوءًا وضررا بالنسبة لكوكبنا فنحن لسنا بحاجة لحفر هذه الثقوب الضخمة في الأرض بعد الآن”.
يراهن ويندلينج وعدد متزايد من بائعي الماس الذي ينتج في في المعامل على أن الجيل القادم سوف يتحولون من شراء الماس المناجم التقليدي إلى منتج المعمل حيث أن للألماس المزروع في المختبرات نفس الخصائص الكيميائية والفيزيائية للماس المستخرج بطريقة طبيعية ، حتى خبراء الصناعة غير قادرين على تحديد الفرق بصريا.
ويتشكل الماس بشكل طبيعي من خلال مزيج من الحرارة والضغط والوقت ، وينمو بعمق تحت الأرض حتى تقربه الانفجارات البركانية العميقة من السطح فيكون جاهزة للحفر وتعيد المختبرات تمثيل هذه الخواص بوضع جزء من الألماس في حجرة محكمة الإغلاق يتم تسخينها إلى درجات حرارة قصوى تشابه درجة حرارة سطح الشمس وتملآ بـالغازات المختلفة التي تضيف طبقات إلى الماس على مدى عدة أيام.
وقد أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) أن الماس الذي يتم تطويره في المختبر كان “حقيقيًا” في عام 2018.