مرَّت أربعة عقود على حصار الحرم المكي، المسجد الأكثر قدسيَّة في الإسلام بعد استيلاء مجموعة من المسلحين عليه، وقد هزَّ الحصار أرجاء العالم الإسلامي، وغيَّر مجرى التاريخ السعودي.
في الساعات الأولى من يوم (20 نوفمبر عام 1979م)، تجمَّع حوالي 50 ألف مسلم من أرجاء العالم لصلاة الفجر في ساحة الكعبة بالمسجد الحرام، وكان من بينهم مئتا رجلٍ يقودهم داعية أربعيني يُدعى جهيمان العتيبي.
وفور انتهاء إمام الحرم من الصلاة دفعه جهيمان وأتباعه جانبًا، وأمسكوا بمكبِّر الصوت.
وكانوا قد نقلوا نعوشًا مقفولةً إلى وسط ساحة الحرم لإقامة صلاة الجنازة عليها، لكن عند فتح هذه النعوش، تبيَّن أنَّ بداخلها أسلحةً سُرعان ما وُزِّعَت على رجال جهيمان العتيبي.
الكعبة عام 1971
وبدأ أحدهم يقرأ خُطبةً مكتوبة، تُعلن ظهور "المهدي المنتظر" الذي سيحكم الأرض بالعدل بعد أن ملأها الظلم والقمع.
وكان هذا الإعلان استثنائيًّا بالنسبة إلى الحجاج الموجودين في الحرم المكي؛ فثمَّة أحاديث تَنْقِلُ عن النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم حَدِيثَه عن ظهور المهدي المنتظر، وَوُصِف بأنَّه رجلٌ ذو قدراتٍ خاصَّةٍ حباه بها الله، ويعتقد بعض المسلمين أنَّه سيخلق عصرًا من العدالة والإيمان الحق.
وقال من ألقى الخطبة، ويُدعى خالد اليامي، وهو من أتباع جهيمان العتيبي: إنَّ الكثير من العلامات مهَّدت لظهور المهدي المنتظر، وإنَّ مئات المسلمين رأوه في أحلامهم، وقد وقر الآن في بالهم، وأعلن أنَّ اسم المهدي المنتظر هو محمد بن عبد الله القحطاني.
ويمكن سماع جهيمان في التسجيل الصوتي للخطبة يُقاطع خالد اليامي عدَّة مرَّاتٍ ليأمر رجاله بإغلاق أبواب الحرم المكي، واتِّخاذ مواقع قنَّاصة فوق المآذن التي تكشف مكة.
ويقول جهيمان: "انتبهوا أيها الإخوة، أحمد اللهيبي، اتَّجه إلى السطح، وإذا رأيت أحدهم يُحاول المقاومة عند البوابات، اطلق عليه النار".
وبحسب شهودٍ لم يذكروا أسماءهم، كان جهيمان أوَّل من بايع المهدي، وأمر أتباعه بأن يُبايعوه كذلك، وتعالت أصواتهم وهم يقولون: "الله أكبر".
لكن المشهد ساده بعض الارتباك، ويقول عبد المنعم سلطان -طالب مصري حضر الحصار وتقرَّب من بعض أتباع جهيمان-: إنَّ الحرم المكي كان به عددٌ من الحجَّاج الأجانب الذين لا يتحدَّثون العربية، ولم يفهموا ما يحدث.
عبدالمنعم سلطان، أحد من شهدوا حصار الحرم المكي عام 1979
وذُهل المصلون من مشهد الرجال المسلحين والطلقات التي خرجت من بنادقهم؛ إذ إنَّ القرآن ينصُّ صراحةً على حرمة العنف داخل الحرم المكي، وحاول بعض مَنْ في المسجد الهرب من الأبواب قبل إقفالها.
ويقول عبد المنعم: إنَّ الناس "فوجئوا لرؤية الرجال المسلحين، هو أمرٌ غير معتاد، ولا شَكَّ أنَّهم خافوا من هذا المشهد، كان شيئًا مثيرًا للغضب".
وخلال ساعة، اكتملت سيطرة المسلَّحين على المسجد، واعتُبر هذا الموقف تحدِّيًّا لسلطة آل سعود.
وينتمي هؤلاء الرجال لجماعةٍ تُعرف بـ "الجماعة السلفية المحتسبة"، التي أدانت كلَّ أشكال "انهيار القيم الدينية والاجتماعية" في المملكة العربية السعودية.
وتسبَّب تدفُّق أموال النفط آنذاك في تحوُّل المجتمع تدريجيًّا إلى الاستهلاك، وانتشر شراء السيارات والأجهزة الكهربائية، وتحوَّلت المملكة تدريجيًّا إلى المدنيَّة، وبدأ الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامَّة في بعض المناطق.
لكن رجال "السلفية المحتسبة" التزموا بحياة التقشُّف، وانعزلوا عن المجتمع، وعكفوا على دراسة القرآن والحديث، والتزموا بقواعد الإسلام كما حدَّدتها المؤسَّسة الدينيَّة السعوديَّة.
وكان جهيمان -أحد مؤسِّسي هذه الجماعة- ينحدر من مدينة ساجر، وهي منطقة بدويَّة في قلب المملكة، واعترف لأتباعه أنَّ ماضيه لم يكن مثاليًّا، وفي جلسات السمر حول النار في الصحراء أو في تجمُّعٍ في منزل أحد أتباعه، يروي قصَّته من الانحراف إلى الخلاص لجمهوره المأخوذ بكلامه.
متظاهرون احتشدوا أمام الحرم المكي، منددين باستيلاء جهيمان وأتباعه عليه، وقد أحرقوا دمية
ويقول أسامة القوصي -أحد الحاضرين في هذه التجمعات- إنَّ جهيمان تحدَّث عن ضلوعه في "تجارة غير شرعيَّة، من بينها تهريب المخدرات".
لكنَّه تاب، ووجد ملاذه في الدين، وأصبح قائدًا ملتزمًا، ووقع الكثير من أفراد السلفية المحتسبة تحت سيطرته، خاصَّةً صغار السن.
وأكثر من عرفوا جهيمان -مثل متولي صالح- يشهدون بقوَّة شخصيَّته وتفانيه؛ "فلم يره شخصٌ ولم يُحبَّه، كان غريبًا، وكان له حضور، كان متفانيًا في دعوته، وخصَّص حياته لله، ليلًا ونهارًا".
لكنَّ تعليمه كان محدودًا بالنسبة إلى قائد ديني.
فيقول ناصر الحزيمي -أحد أتباع جهيمان المقربين-: إنَّه "كان حريصًا على الذهاب إلى المناطق المعزولة والريفيَّة؛ حيث يعيش البدو، وكانت لغته العربيَّة الفصحى ضعيفة، مقابل لهجته البدويَّة القويَّة، فتجنَّب الحديث إلى جمهورٍ متعلِّمٍ حتى لا ينكشف أمره".
ومن ناحيةٍ أخرى، كان جهيمان جنديًّا في الحرس الوطني، وثبتت أهميَّة تدريبه العسكري أثناء الاستعداد للاستيلاء على الحرم المكي.
ومع الوقت، دخلت السلفية المحتسبة في جدالٍ مع الشيوخ السعوديِّين، وبدأ قمع السلطات لهم.
جهيمان العتيبي
وهرب جهيمان إلى الصحراء، وكتب عددًا من المنشورات التي انتقد فيها العائلة المالكة لِمَا اعتبره "انهيارًا" داخلها، واتَّهم الشيوخ بالتواطؤ مع العائلة المالكة مقابل مكاسب دنيويَّة، وأصبح واثقًا من أنَّ المملكة فاسدة، وأنَّ التدخل الإلهي قد يجلب لهم الخلاص.
وفي هذه الفترة، قال جهيمان إنَّه عثر على المهدي المنتظر، وهو محمد بن عبد الله القحطاني، داعيةً شاب ليِّن الحديث، يُعرَف بحسن الخُلق، والالتزام، وحبِّ الشعر.
ويذكر الحديث النبوي أنَّ اسم المهدي المنتظر يُوافق النبيَّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في اسمه واسم الأب، وله جبهةٌ عريضةٌ وأنفٌ نحيفٌ ومدبَّب، وقد رأى جهيمان في القحطاني كلَّ هذه المواصفات، الذي ذُهل لسماع تلك الفرضية، ولجأ القحطاني إلى الصلاة ليصل إلى قرارٍ في هذه المسألة.
وخرج القحطاني من عزلته وهو مقتنعٌ بما قاله جهيمان، وبدأ التصرُّف على أنَّه المهدي المنتظر، وقوي تحالف الرجلين عندما اتَّخذ جهيمان شقيقة القحطاني الكبرى زوجةً ثانيةً له.
وقبل عدَّة أشهر من الحصار، انتشرت شائعاتٌ بين المئات من أهالي مكة ومن الحجَّاج بأنَّهم رأوا القحطاني في أحلامهم، وهو يقف بشموخٍ في الحرم المكي، ويحمل راية الإسلام.
واقتنع أتباع جهيمان بهذا الأمر، فيقول متولي صالح -أحد أعضاء السلفية المحتسبة-: "أذكر الاجتماع الأخير عندما سألني أحد الإخوة "أخي متولي، ما رأيك في المهدي". فقلت له: من فضلك لا تتحدَّث في هذا الأمر. فقال لي أحدهم حينها: "أنت شيطانٌ أخرس. أخي، المهدي حق، وهو محمد بن عبد الله القحطاني".
وفي المناطق البعيدة التي لجأ إليها جهيمان وأتباعه بدأ الاستعداد للمواجهة المسلَّحة المقبلة.
وكان ردُّ فعل القيادة السعودية تجاه الحصار متراخيًا.
كان ولي العهد آنذاك، الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود، يحضر القمة العربية في تونس، والأمير عبد الله قائد الحرس الوطني المسئول عن حراسة الأمراء والقادة في المغرب.
وتُرِك الأمر برمَّتِه للملك خالد، الذي كانت صحَّته متردِّية، ووزير دفاعه الأمير سلطان.
ولم تُدرك الشرطة السعودية حجم المشكلة في بداية الأمر، وأرسلت سيارتي نجدة لاستطلاع الأمر، وبمجرَّد وصولهم قرب الحرم المكي انهال عليهم وابلٌ من الرصاص.
وعندما اتَّضحت خطورة الموقف، أطلقت وحدات الحرس الوطني جهودًا ضئيلةً لاستعادة السيطرة على الحرم المكي.
الجنود السعوديون أثناء محاولة اقتحام بوابات الحرم
وكان مارك هامبلي، باحث سياسي في السفارة الأمريكيَّة في جدة آنذاك، من بين عددٍ قليلٍ من الدبلوماسيِّين الغربيِّين الذين علموا بالواقعة، ويقول: إنَّ الحصار كان عملًا انطوى على شجاعةٍ وسذاجةٍ في الوقت نفسه؛ "فقد اقتُنصوا بسهولةٍ شديدة، والقنَّاصة كانت لديهم أسلحةٌ جيِّدةٌ جدًّا، وبنادق بلجيكيَّة متقنة الصنع".
وبات واضحًا أنَّ العناصر التي نفَّذت الحصار خطَّطت لأدقَّ التفاصيل، ولا يُمكن تفريقهم بسهولة، وفُرض طوقٌ أمنيٌّ حول الحرم المكي، وانتشرت القوَّات الخاصَّة، والمقاتلين، والوحدات المسلحة.
ويقول عبد المنعم سلطان -الذي كان عالقا في الداخل-: إنَّ الاشتباكات تركَّزت في فترةٍ ما بعد الظهيرة في اليوم الثاني للحصار. "رأيتُ قذائف المدفعيَّة تتَّجه إلى المآذن، ورأيت طائرات الهليكوبتر تحوم في السماء باستمرار، كما رأيت الطائرات الحربية".
والحرم المكيُّ بناءٌ ضخمٌ به ممرَّاتٌ طولها مئات الأمتار، تُحيط كلها بصحن الكعبة، وكان البناء بارتفاع طابقين آنذاك، وفي اليومين التاليين للحصار أطلقت القوَّات السعودية هجماتٍ لاستعادة السيطرة على مدخل الحرم، لكنَّ جهيمان وأتباعه نجحوا في صدِّ هجماتهم واحدةً وراء الآخرى، على الرغم من نفاد السلاح وقلَّة أعدادهم.
ويقول عبد المنعم: إنَّ جهيمان بدا شديد الثقة وهادئًا عندما التقاه قرب الكعبة في هذا اليوم، "ونام لمدَّة نصف ساعة أو 45 دقيقة، وقد أراح رأسه على رجلي، في حين وقفت زوجته بجانبه، ولم تتركه أبدًا".
وأضرم أتباع جهيمان النار في السجَّاد والإطارات المطاطيَّة لتتصاعد سحب الدخان، واختبئوا وراء الأعمدة، ثم خرجوا لمداهمة القوَّات السعودية التي اقتحمت المكان، وتحوَّل الحرم إلى ساحة قتال، وسرعان ما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى المئات.
تصاعد الأدخنة من الحرم نتيجة الاشتباكات
ويقول الرائد محمد النوفي -قائد القوَّات الخاصَّة بوزارة الداخلية آنذاك-: إنَّ الموقف كان "مواجهةً بين رجلين، في مساحةٍ محدودة، موقف قتالي حيث يتطاير الرصاص يمينًا ويسارًا، إنَّه أمرٌ لا يُصدَّق".
وأصدر كبار شيوخ المملكة الذين جمعهم الملك خالد، فتوى تسمح للجيش باستخدام كلِّ مستويات القوَّة لدحر المسلَّحين الذين استولوا على الحرم.
واستُخدمت القذائف الموجَّهة المضادَّة للدبَّابات والأسلحة الثقيلة لدحر أتباع جهيمان وإبعادهم عن المآذن، ونقلت المركبات أفرادًا من القوَّات الخاصَّة لاقتحام البوابات.
وكان أتباع جهيمان مأخوذين بالمهدي، ويقول عبد المنعم سلطان: إنَّه رآه "وكان تحت عينيه جرحان طفيفان، وقد مُزِّق ثوبه وملأته الثقوب بفعل الرصاص، واعتقد أنَّ بإمكانه الظهور في أيِّ مكانٍ دون حمايةٍ لأنَّه خالد؛ فهو المهدي على أيَّة حال".
لكن ثقة القحطاني في حصانته كانت وهميَّة، فسرعان ما أصابته طلقات الرصاص.
"وقال الشاهد الذي رفض الكشف عن هويته: إنَّ الناس بدأوا يصرخون "جُرح المهدي، جُرح المهدي"، وحاول بعضهم الجري لإنقاذه، لكنَّ إطلاق النار الكثيف حال دون وصولهم إليه، فتراجعوا.
وأبلغوا جهيمان بإصابة المهدي، الذي صاح في أتباعه "لا تصدِّقوهم، إنَّهم مدسوسون".
وتمكَّنت القوَّات السعودية في اليوم السادس من السيطرة على ساحة الحرم المكي والمباني المحيطة به، لكن باقي أتباع جهيمان تحصَّنوا بمئات الغرف والزنازين تحت الأرض؛ إذ صدَّقوا جهيمان بأنَّ المهدي ما زال على قيد الحياة في مكانٍ ما في الحرم.
لكنَّ موقفهم أصبح متردِّيًا، فيقول الشاهد: إنَّ "رائحة تعفُّن الإصابات أو جثث الموتى أحاطت بنا، وكانت المياه متوفِّرة في البداية، لكنَّها بدأت تشحُّ مع الوقت، كما نفدت إمدادات التمر، فبدأوا يأكلون العجين. كانت أجواء مرعبة، كما لو كنَّا في فيلم رعب".
وأصدرت الحكومة السعودية بياناتٍ متلاحقةً تُؤكِّد فيها انتصارها، لكنَّ انقطاع بثِّ الصلاة من الحرم كان يبعث رسالةً مختلفة.
ويقول هامبلي: إنَّ "السعوديِّين حاولوا استخدام خططٍ مختلفة، ولم تفلح؛ فكانوا يدفعون أتباع جهيمان إلى السراديب".
وأصبح واضحًا أنَّ الحكومة السعودية بحاجةٍ للمساعدة في القبض على قادة التمرُّد أحياء، وإنهاء الحصار، وتوجَّهوا للرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان.
وقال جيسكار ديستان لـ بي بي سي: إنَّ "سفيرنا في المملكة أخبرني أنَّه من الواضح أنَّ القوات السعودية غير منظَّمة ولا تعرف الطريقة المناسبة للتعامل مع الأزمة". وهي المرَّة الأولى التي يؤكد فيها دور فرنسا في هذه الأزمة.
"وبدا لي الأمر خطرًا؛ بسبب ضعف النظام، وعدم جهوزيَّته، والتبعات الممكنة لهذا الموقف على سوق النفط عالميًّا".
وأرسل الرئيس الفرنسي سرًّا ثلاثة مستشارين من وحدة مكافحة الإرهاب التي تشكَّلت حديثًا، وكان يجب أن تظلَّ العمليَّةُ سرِّيَّة، لتجنُّب أيِّ انتقاداتٍ بشأن التدخل الغربي في مهبط رسالة الإسلام.
وتمركز الفريق الفرنسي في فندق في مدينة الطائف، حيث أعدُّوا خطَّتهم للتخلص من المتمرِّدين، وهي ملأ السراديب التي تحصَّنوا بها بالغاز لمنعهم عن التنفُّس.
ويقول النقيب بول باريل -المسؤول عن تنفيذ الخطة-: "حُفرت فتحاتٌ تصل إلى السراديب، وضُخَّ الغاز من خلالها، الذي انتشر في كلِّ أركان مكان اختباء المتمرِّدين بفضل انفجارات القنابل اليدويَّة".
وبالنسبة إلى الشاهد الذي كان محبوسًا في السراديب مع من بقي من أتباع جهيمان، بدا وكأنَّ العالم ينتهي.
"شعرنا كما لو كان الموت قد أتانا؛ لأنَّنا لم نعلم إن كان هذا صوت الحفر أو الأسلحة، كان موقفًا مخيفًا".
وثبت نجاح الخطة الفرنسية.
ويقول ناصر الحزيمي -أحد أتباع جهيمان- إنَّ "الطعام والذخيرة نفدا خلال آخر يومين، تجمَّعوا (المتمردين) كلُّهم في غرفة واحدة صغيرة، وألقى الجنود قنابل الدخان عليهم عبر فتحةٍ في السقف، لهذا استسلموا، خرج جهيمان وتبعوه جميعًا".
وشهد الرائد النوفي الاجتماع بين الأمراء السعوديين وبين جهيمان "وسأله الأمير سعود الفيصل: "لماذا يا جهيمان؟" فأجاب: "إنَّه القدر"، ثم سأله إن كان يُريد شيئًا ما، فطلب بعض الماء".
وسيق جهيمان أمام الكاميرات، وبعد حوالي شهر أُعدم 63 شخصًا علنًا في ثماني مدنٍ في أرجاء المملكة، وكان جهيمان أوَّلهم.
أتباع جهيمان بعد اعتقالهم
وأحد المتأثِّرين بالحصار كان أسامة بن لادن، الذي قال في أحد منشوراته المناهضة للعائلة المالكة: إنَّهم "داهموا الحرم في حين كان يُمكن حلُّ الأزمة بشكلٍ سلمي".
وأضاف: "ما زلتُ أذكرُ حتى الآن آثارَ دبَّاباتِهم على أرض الحرم".
موقع BBC عربي (بتصرف).