.
من داخل قبري
….
في حياتي تكلمت كثيراً
ولم يُتَحْ لي أن أقولَ ما أريد
فكلُّ ما قلتُهُ في حياتي لم يكنْ لي
بعضُهُ كانَ كضريبةٍ على الحياة
وأكثرُهُ كان بلا أيِّ مغزى
أشبهَ بثرثرة الريح كان كلامي
وأبغضَ من تَجَرُّعِ الدّواء المرّ
الآن فقط أستطيعُ أن أتكلّم
أن أقولَ ما لم أقلْهُ
قبري الضيّقُ أرحبُ من السّماء
آه ، السماء !!
السماء التي بالكاد كنتُ ألمحُها
ها هي مشرعةٌ لي
زرقاءُ خضراءُ حمراءُ بيضاءُ سوداء
أعبُرُها بخَطْرَةٍ لا تُقاسُ بوثبةِ الضوء
السماء، بين يديّ، دُفٌّ بصُنوجِهِ
وأنا ثَمِلٌ بالكلام وبالغناء
أستطيع أن أغنّي كلامي
أُرسلهُ مع رنينِ الصنوجِ
وأردُّه إليَّ
أستطيعُ أن أُهَنّئ نفسي
أن أشكرَ الكلامَ الذي ظلَّ معي
ولم يتحلّلْ مَعْ عظامي .
منقوول