اللّسانيّ وغير اللّسانيّ
هذه العبارَة ترجمة للعبارَة المشهورَة على ألسنة الباحثين الغربيين
Linguistique et Extra-linguistique
والمقصود "باللساني" أو "بما هو لغوي" : ما يمتّ إلى اللغة بسبب مباشر وهو
البنية اللغوية بتراكيبِها وأصواتِها وصرفِها ومعجمِها
وكلّ العناصر اللغوية القابلة للوصف والتّحليل والخضوع للملاحظَة
على غِرار الظّواهِر الطّبيعيّة
و هذه الصّفاتُ المنهجيّة عُرِفَت بِها المدارِس البنيويّة عندما نشأت
ونادت بتجاوز الطّرق التّقليديّة التي كانت تنهجُها اللغوياتُ الكلاسيكيّة
وتخلطُ فيها اللغويّ بغيرِ اللغوي، وتجمع الدّراسة اللغوية بالجوانب المعياريّة
التي تتعلق بالأحكام اللغوية
أمّا "غيرُ اللّساني" أو "ما هو غير لغوي" فالمقصود به إدراج الاعتبارات غير اللغوية في تفسير المعنى
وهذه الاعتبارات كالسياق الخارجيّ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي
والتاريخ والفلسفَة ... وكلّ ما هو غير لغويّ ممّا يُمكن أن يُحتاجَ إليه
في تفسير معنى العبارة اللغويّة، ولكنّه لا يمتّ إلى النّظام اللغوي بسبب مباشر
ويُمكن أن نضيفَ إلى ما هو غير لغوي الجواني التّداوليّة من مقاصد المتكلّم
وحاجَة المُخاطَب إلى الفهم
و لا ننسى ههنا أنّ السيميائيات أو علم الإشارات تدرسُ ما هو لغوي وماهو غير لغوي،
أي تتجاوز العبارات المنطوقة إلى العلامات المُدْرَكَة بالبصر كعلامات المرور ولغة الصم والبكم.