تجربة واعدة تشير إلى أن الموسيقى يمكن أن تساعد في تقوية أدمغة الأطفال الخدج

يمكننا سماع الموسيقى قبل ولادتنا بفترة طويلة، ويملك الأطفال الخدج في وحدة العناية المركزة أذن حساسة بشكل خاص. مع إزالة كاتم الصوت في وقت مبكر جدًا، يمكن أن تكون أصوات وصمت هذا العالم مفاجئة ومجهدة ومضرة على أدمغتهم النامية.
في الوقت الحاضر، سيتم تشخيص ما يقرب من نصف الأطفال المولودين قبل الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل باضطراب الدماغ التنموي، بما في ذلك الاضطرابات الانتباهية أو العاطفية.
خلال هذا الوقت العصيب من النمو، أظهرت عدد من الدراسات أن سماع الموسيقى يمكن أن يساعد في استقرار معدل ضربات القلب والتنفس للاطفال المولدين قبل أوانهم، مع تحسين الشهية والنوم.
الموسيقى هي فن تنظيم الصوت، لدى الباحثون في سويسرا فضول إذا كان يمكن استخدامها أيضًا لحماية دماغ المولود مبكرًا. إن دراستيهم العمياء حول تأثيرات الموسيقى في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة هي الأولى من نوعها، وتشير النتائج الأولية إلى أنهم قد وصلوا إلى حل جديد.
من بين الأطفال الخدج، الذين ولد بعضهم قبل أربعة أشهر تقريبًا من الموعد المحدد، كان لدى أولئك الذين تلقوا جرعات يومية من المقطوعات الموسيقية التي كتبت من أجلهم، زيادة في تطور وظائفهم الدماغية بشكل أكبر من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج بالموسيقى.
شرحت المؤلفة المشاركة في الدراسة لارا لوديير، عالمة الأعصاب في جامعة جنيف والمستشفيات الجامعية في جنيف”لقد أردنا أن ننظم يومهم بمحفزات ممتعة في الأوقات المناسبة: موسيقى في أوقات يقظتهم، وموسيقى في أوقات نومهم، وموسيقى للتفاعل أثناء مراحل استيقاظهم”.
استخدم الفريق 24 رضيعًا كامل المدة و 39 حديثي الولادة قبل أوانهم لغرض الدراسة.
من بين الاطفال المولودين مبكرًا، خضع 20 منهم فقط للتدخل الموسيقي، حيث تلقوا ثماني دقائق من الموسيقى الهادئة في الخلفية، والأجراس، والقيثارة، ومزمار ساحر الأفعى الهندي خلال خمس مرات أسبوعياً. بالمناسبة، كان صوت مزمار ساحر الافعى المهدئ الأكثر لحديثي الولادة المولودين قبل أوانهم.
تم تصميم الموسيقى خصيصًا لأوقات مختلفة من يوم الأطفال، مثلاً خلال أوقات الاستيقاظ أو خلال أوقات تغذيتهم.
لم يكن لدى الوالدين والمسؤولين عن الموسيقية أو مقدمي الرعاية أي فكرة عن مواليد جدد يتلقون العلاج. وضعت سماعات الرأس على جميع الأطفال أثناء التجربة عندما كانوا يستيقظون أو لاحظوا أنهم مستيقظين، لكن كانت سماعات مجموعة المسؤولين عن الموسيقى تفتقر إلى الموسيقى وكانت مفتوحة للأصوات الخارجية.
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي على جميع المجموعات الثلاث من الأطفال، اثبت الباحثون ما كانوا يتوقعونه. كانت تملك الشبكات العصبية للأطفال الخدج الذين سمعوا الموسيقى شبكة توصيل وظيفية مشابهة لحد ما لشبكة الرضع الناضجين.
كانت الصلات بين الشبكة البارزة في الدماغ ملحوظة بشكل خاص. يعد هذا نظامًا مهمًا لتقييم المعلومات ثم نقلها إلى المنطقة المناسبة للعمل.
في أولئك الأطفال المولودين مبكرًا الذين استمعوا إلى الموسيقى بشكل يومي، قد تم تعزيز النشاط العصبي من هذه المنطقة بشكل كامل، وانتشاره خلال الشبكات السمعية، والحسية، والجبهية، والمهاد، وشبكات الطلل.
لسوء الحظ، العكس صحيح. كان لدى أطفال الخدج الذين لم يتلقوا العلاج الموسيقي اتصال وظيفي أضعف من الأطفال المولودين لفترة كاملة، وكان هذا أكثر وضوحًا في الشبكات البارزة.
قال المسؤولون عن الدراسة “خلال حياة ما بعد الولادة المبكرة، تختلف بيئة المولودين مبكرًا اختلافًا كبيرًا عن بيئة الرضع الكاملين (في الرحم)، مع التماس ومحفزات حسية مختلفة”.
في وحدة العناية المركزة، غالبًا ما يصاب الأطفال بالإرهاق والتوتر بسبب أصوات فتح الأبواب وإغلاقها ورنين الإنذارات المفاجئة. يمكن لهذه الأحداث المفاجئة أن تستهلك احتياطيات طاقة قيمة لها أهمية حاسمة في نمو المخ عند الخدج.
قد تكون الموسيقى الهادئة هي الطريقة المثالية من أجل ان يركز أذهان الأطفال عليها بدلاً من تلك الأصوات.
قال المسؤول عن التجربة بيترا هوبي، رئيس قسم التنمية والنمو في مستشفى جامعة جنيف “عند الولادة، لا تزال أدمغة هؤلاء الأطفال غير ناضجة. لذلك يجب أن يستمر تطور الدماغ في وحدة العناية المركزة، في حاضنة، في ظل ظروف مختلفة تمامًا عما لو كانوا لا يزالون في رحم أمهم. عدم نضج الدماغ، بالإضافة إلى البيئة الحسية المزعجة، وهذا يفسر لماذا لا تتطور الشبكات العصبية بشكل طبيعي.”
مع بلوغ المشاركين سن السادسة، سيتمكن الباحثون أخيرًا من اختبار ما إذا كانت الفوائد المعرفية للموسيقى في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة قد ساهمت في تطوير دماغهم أو لا.