تمكن فريق دولي مشترك بقيادة علماء من جامعة واركويك البريطانية من اكتشاف نجم ابتلع نجما آخر كان يدور حوله قبل حوالي 1.3 مليون سنة من الآن، وكلاهما كانا من فئة خاصة جدا من النجوم تسمى "الأقزام البيضاء".
أقزام ساخنة
القزم الأبيض (White Dwarf) هو المرحلة النهائية التي تصل إليها النجوم متوسطة الكتلة مثل الشمس، حيث تتضخم تلك النجوم في نهاية أعمارها وتنخفض درجة حرارة أسطحها، وإذا كانت الشمس الآن بحجم حبة البازلاء فإنها بعد عدة مليارات من السنوات ستكون بحجم كرة القدم.
بعد ذلك تبدأ تلك النجوم الحمراء العملاقة بنفض أغلفتها الخارجية في صورة رياح نجمية عاتية، ولا يتبقى خلال عدة ملايين من السنوات إلا نواتها التي تصبح فيما بعد هذا القزم الأبيض الكثيف جدا.
وبحسب الدراسة الجديدة -التي نشرت في دورية نيتشر أسترونومي في 2 مارس/آذار الجاري- فإن هذا النجم الذي يسمى "WDJ0551+4135" يبتعد عنا حوالي 150 سنة ضوئية، وكان التلسكوب "جايا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية قد اكتشف وجوده ضمن مجموعة من الأقزام البيضاء ذات الكتلة الكبيرة عن المعتاد.
وبعد أن لفت انتباه العلماء بكتلته قرر الباحثون من التلسكوب "هيرشل" الفضائي التابع لنفس الوكالة تحليل الضوء الصادر عنه بدرجة أكبر من الدقة، مما أشار إلى وجود كم غير معتاد من الكربون بالنسبة لسطح قزم أبيض بهذا الحجم.
نظرية غير معتادة
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن قطر النجم "WDJ0551+4135" يساوي تقريبا ثلثي قطر كوكب الأرض مع ثلثي كتلة الشمس، وعلى الرغم من أن هذا يبدو صغيرا جدا فإنه غير معتاد بالنسبة للأقزام البيضاء أن تصل إلى هذا الحجم أو تحوي ذلك التركيب.
وفي تلك النقطة توصل الباحثون إلى نظرية تقول إن عدم اتباع النجم المكتشف حديثا قواعد نشأة وتطور النجوم المحكومة بفيزياء محددة ومعروفة سلفا يعني إذًا أنه نتج من التحام نجمين من نجوم النظام الثنائي في الماضي السحيق.
والنجوم الثنائية شائعة في الكون، لكننا لا نراها بأعيننا لأنها بعيدة عنا أو قد يكون النجمان قريبين جدا من بعضها البعض بحيث لا يمكن أن نفصلها بأعيننا.
وبحسب الدراسة، فإنه في بعض الأحيان يحدث أن يتضخم أحد نجمي النظام الثنائي وينكمش الآخر، وحينما يقتربان من بعضهما البعض بسبب قوة الجاذبية يبتلع أحدهما الآخر داخله، ويحدث هذا على مدى عدة ملايين من السنوات.
ويأمل باحثو الدراسة أن يساعد هذا الكشف الجديد على تطوير فهمنا لطبائع الأقزام البيضاء، وبالتبعية نشأة وتطور النجوم عموما، ولا سيما مستقبل شمسنا الدافئة.
المصدر : الجزيرة