ساهم التطور التكنولوجي المستمر في تسابق رواد الأعمال حول العالم لمعرفة كيفية إعادة تدريب الموظفين من أجل مواكبة التغييرات. حيث أشار تقرير جديد لشركة IBM إلى أن نحو 120 مليون موظف في جميع أنحاء العالم سوف يحتاجون إلى إعادة تدريب في غضون السنوات الثلاث المقبلة نتيجة لتطورات الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
وعلى الرغم من هذه التوقعات؛ إلا أن المهارات التقنية ليست أهم ما يبحث عنه أصحاب العمل في الموظفين، حيث يشير المسؤولون التنفيذيون إلى أن (المهارات الشخصية) Soft Skills هي الأكثر أهمية في سوق العمل اليوم، وهذا عكس ما كان مطلوب في عام 2016 حيث كانت مهارات (العلوم والتكنولوجيا) STEM هي الأكثر أهمية.
أشار تقرير (2020 Workplace Learning) الخاص بمنصة لينكدإن إلى أن القادة في مجال (التعلم والتطوير) L&D حددوا ثلاث مهارات شخصية باعتبارها أهم المهارات التي يجب تعلمها في عام 2020 من أجل النجاح والتقدم في العمل.
وفقًا للتقرير؛ قُدم إلى 1675 خبيرًا في مجال التعلم والتطوير قائمة تضم نوعين من المهارات: (المهارات التقنية) Hard SkillsK، و(المهارات الشخصية) Soft Skills، وطُلب منهم تحديد أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل خلال عام 2020.
كانت المهارات التقنية المتخصصة مثل: الحوسبة المتنقلة، والحوسبة السحابية، فضلاً عن المعرفة العامة بالهندسة والبرمجة، هي المهارات الأقل طلبًا، حيث قال أقل من 10% من الخبراء إنهم يركزون على مساعدة الموظفين على تعلم هذه المهارات خلال العام المقبل.
فيما يلي أهم 3 مهارات يجب تعلمها في 2020:
1- القيادة والإدارة:
أكد ما يصل إلى 57% من خبراء التعلم والتطوير خلال استطلاع لينكدإن أن مهارات القيادة والإدارة هي الأهم والأكثر طلبًا خلال 2020.
2- حل المشكلات، والتفكير التصميمي:
أكد ما يصل إلى 42% من خبراء التعلم والتطوير خلال الاستطلاع أن مهارات (حل المشكلات بشكل إبداعي) Creative problem-solving، و(التفكير التصميمي) Design thinking من المهارات المهمة خلال العام.
3- التواصل:
أكد ما يصل إلى 40% من خبراء التعلم والتطوير خلال الاستطلاع أن مهارات (التواصل) Communication، والقدرة على العمل بشكل جيد في فِرق العمل من المهارات التي سيزداد عليها الطلب خلال 2020.
لماذا المهارات الشخصية هي الأكثر طلبًا؟
تقول (تانيا ستابلز) Tanya Staples نائبة رئيس المنتج والمحتوى في LinkedIn Learning: “إن الموظفين بحاجة إلى تحسين المهارات التي لا يمكن أن تكون آلية، فالشركات اليوم تريد موظفين يستطيعون حل التحديات الصعبة، ويحلمون بأفكار إبداعية ومبتكرة لا تستطيع التقنيات استنساخها”.
وقد أشار تقرير منفصل من لينكدإن إلى أن مديري التوظيف يواجهون الكثير من الضغط للعثور على موظفين لديهم مهارات مثل: الإبداع والإقناع والتعاون، والقدرة على التكيف، والذكاء العاطفي.
ولكن نظرًا لعدم توافر هذه المهارات بكثرة في سوق العمل والتكلفة المرتفعة لتوظيف مواهب جديدة، تجد الشركات أن إعادة تدريب الموظفين الحاليين وتطوير المواهب لشغل المناصب الجديدة يعتبر أسلوبًا أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
كما يمكن أن يكون ذلك خطوة جيدة لتحسين استبقاء الموظفين، حيث أشار تقرير العام الماضي من لينكدإن إلى أن نسبة 94% من الموظفين سيبقون في شركة لفترة أطول إذا استثمرت الشركات في مساعدتهم على التعلم.