في هجاء المخنثين الذين ابتلينا بهم في هذا العصر:
يمشي أمـــــامي مائـــــــــداً يتخبّطُ
متضـــــــاحكاً بوقاحـــــــةٍ لا تُغبَطُ
حَدّقـــــــــتُ فيه مدبـــــــراً فحسبتُه
أنثى تمــــــرُّ من الطـــــريقِ وتقلطُ
فإذا به ذكــــــــرٌ كما يبدو ومــــــــا
أدري فأمــــــــــرُ فتاي ذاك مخربطُ
متنافـــــرٌ تقسيمُه ولباسُــــــــــــــه
فكأنه في الشكلِ شـــــــــرقٌ أوسطُ
وضـــــفيرةٌ في الخلفِ أرسلها كما
ذيل الحصــــــــانِ ولا حصانٌ يُربَطُ
وحــــــــــواجبٌ منتوفـــــــةٌ فكأنها
قوسٌ دقيقٌ بالمـــــــــــــدادِ مُخطّطُ
وشــــــــفاهُه محمــــــــرّةٌ كصبيةٍ
لكنمــــــا ما من حيــــــــــــاءٍ ينْقطُ
ضـــــــاق اللباسُ عليه حتى رابني
فلعلّه رســـــــــمٌ عليه مُســــــــقَطُ
محشـــــــورةٌ أردافُـــــــه كهواجسٍ
في صـــــــدرِ مهمومٍ تشِبُّ وتهبطُ
لُحِمتْ عليه قطعةً مفصـــــــــــولةً
هيهـــــــــــــات يُرتَق مثلُها ويخيَّطُ
كم حارني في أمـــــــرِ حاجتِه فهل
تُقضى بيســـــــــــرٍ إنْ عَنَاهُ تغوُّطُ
والخـــــدُّ محــــــفوفٌ بخيطٍ مُرهَفٍ
يجتثُّ شعـــــــــــراً لم يصلْه المِلقَطُ
لمعتْ كحَمّــــــــــــــامِ الثريِّ خدودُه
وأعـــــارَها خــــــــــزفٌ عليه مُبلَّطُ
يغــــدو وهــــــــــــــاتفُه كتوأمِ أُذْنِه
ويــــــــروح والمحمـــولُ معْه يلغَطُ
للهِ كم هو صـــــــــــــــــامدٌ محمولُه
سقطتْ عواصــــــمُ وهو أنَّى يسقطُ
وســـــــــــــمعتُ منه لهجةً ورطانةً
ليست على أيِّ المعــــــــاجمِ تُضبَطُ
عربيةٌ شــــــــــــــكلاً ولكنْ حشوُها
مســـــــــتعجَمٌ بمشـــــــــقةٍ يُستنبَطُ
دادي! ومـــــــــــا دادي؟ ألا يا ليتَه
معَ اِبنِه بين الشـــــــــــوارعِ يُشحَطُ
غنجٌ كزوجٍ خاصـــــــــــمت وتمنّعتْ
في فَينةٍ ترضى وأخــــــــرى تسخطُ
والصــــــــــــوتُ رقّقه الفتى متعمِّداً
فكأنه عـــــبدٌ خصيٌّ أشْــــــــــــــمطُ
مــــــــــــــاذا تركتَ لكاعبٍ أو زوجةٍ
والعطـــــــرُ والمسحوقُ عندكَ يُشفَطُ
قد صــــــــــــــرتَ للفتياتِ حقاً قدوةً
في شـــــــكلِ لبسٍ أو ضفائرَ تُمشَطُ
لو كنتَ عند سَـــــــــدُومَ قبل عذابِهم
لتحاججوا بك إذْ عصَـــــوا وتلوَّطوا
وأدُ البنــــاتِ محـــــــــــــــرَّمٌ لكنمـا
ولدٌ كهذا بالتـــــــــــــــــــرا بِ يُحنَّطُ
وســــــبقتُهُ في مشـــيتي متحفـــزاً
وأنا أحضِّــــــــــــــرُ بصقةً تتمخّطُ
ما ردّني إلا خســـــــــــارةُ بصقتي
فيه وهل أنا مســـــــرفٌ أو مُفرِطُ
م