مخلوق غامض يشبه الدودة فقد أرجله قبل ملايين السنين
صورة توضيحية لدودة الشعلة أول نوع معروف من الديدان التي فقدت أطرافها (الصحافة الإيطالية)
توصل العلماء إلى أن نوعا من الحيوانات الدقيقة الغريبة من فصيلة "فصيات الأقدام" (lobopodians)، هي أول مثال معروف لما يسميه الباحثون الارتداد التطوري، تخلص فيه هذا المخلوق من أطرافه الخلفية من أجل شكل جسماني أبسط وأكثر بدائية.
وذكر الباحثون في مجلة "كارانت بيولوجي" أن هذا الحيوان المسمى "الدودة الشعلة" (facivermis) كان نوعا شبيها بالديدان الطويلة والرفيعة الشكل، ولها خمس أذرع شوكية في الجزء العلوي من الجسم، وكان نصفها السفلي من دون أطراف ولها خلفية منتفخة تساعدها على التشبث في قاع البحر.
وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن هذا النوع من الكائنات سكن الأرض منذ نحو 518 مليون سنة، خلال العصر الكامبري، وهو أول العصور الستة من حقبة الحياة القديمة والحياة الظاهرة، عندما كانت تقوم بترشيح جزيئات الطعام في الماء، وظل يحير العلماء منذ اكتشافه قبل ثلاثين عاما.
والآن فقط توصل العلماء إلى مكان تصنيف هذا المخلوق الغريب بفضل الحفريات المحفوظة جيدا التي جمعت من رواسب مدينة شينجيانغ بيوتا في إقليم يونان جنوب غرب الصين.
ويضع تحليل هذه الحفريات الدودة الشعلة ضمن مجموعة فصيات الأقدام الكامبرية التي سبقت ثلاث مجموعات حيوانية حديثة، بما في ذلك المفصليات مثل الحشرات والقشريات والعناكب، والكائنات البطيئة المشية مثل الدببة المائية وحاملات المخالب أو الديدان المخملية.
والدودة الشعلة هي أقدم مثال معروف لظاهرة تسمى "الفقدان الثانوي"، حيث فقدت أرجلها بطريقة مماثلة لثعابين العصر الحديث.
وأشار الباحثون إلى أن أسلوب تطور هذه الكائنات يتناقض مع ما يتوقعونه، حيث إنه في معظم الحالات تتطور الكائنات الحية لتكون لها هياكل جسم أكثر تعقيدا، وليس أكثر بساطة.
المصدر : نيوزويك