كورونا من نوعٍ آخر ؛ أشدّ خطراً
هناك كورونا منتشرة أخطر من التي نعرفها اليوم ؛ و لها أضرار أكبر من تلك التي تسببها البكتيريا .
يعرفها الناس لكن القليل يعطي لها اهتماماً و يبحث لها عن العلاج .
وإن كان وباء الكورونا قد ظهر حالياً و انتشر ؛ إلا أن تلك الكورونا قد ظهرت قبلها و انتشرت أكثر و سببت أضراراً أكثر.
و لأن مجال التوعية بوباء الكورونا المعروف قد أعطاه الناس اهتماماً واسعاً على شبكات التواصل فهذه الكورونا الأخرى تحتاج منا إلى توعية الناس فيها و في خطرها و سُبُل الوقاية منها ... فجميعاً عرف خطر الأولى لكن لم نلتفت إلى الثانية و هي الأخطر و الأبشع و الأوسع ضرراً و الأنكى وَجعاً .
إنها :
كورونا الأخلاق
و اقصد بها كل تعامل سلبي ضار ( نفسياً أو بدنياً ) لبني الإنسان مع بعضهم البعض .
و من علاماتها : السبّ و الشتم و الذم و السخرية و الاستهزاء و الغيبة و النميمة .... و من مضاعفاتها الحقد و الحسد و الكراهية و القطيعة و المكر و الخداع ...
و من أسبابها : سوء التفاهم و غياب الوازع الديني و انعدام الحياء و موت الضمير و هشاشة الوعي...
و كما تعلمون أن وباء الكورونا قد يسبب الوفاة ؛ وكذلك هذا النوع قد يسبب موت القلوب أو قسوتها.
و ياللعجب كيف يخاف الناس على أنفسهم من الوباء و يشعرون بالمسؤولية و يقومون بتوعية أهلهم و ممن حولهم ...لكن لم يشعروا بالمسؤولية ذاتها تجاه كورونا الأخلاق و التحذير منها...
كورونا الأخلاق التي أصابت معظم الشباب تشبه تماماً وباء الكورونا المعروف بل أخطر منه على حياة الإنسانية.
و كما أنكم تهتمون بالوعي حول الوباء ؛ أرجوكم اهتموا أيضاً بتوعية الناس في الأخلاق ... و كما أنّ هناك حبوب لقاح و قطرت كلور للوقاية من ذلك الوباء ... فيجب أن يتم توزيع نظرات التأمل و التلطّف في الكلمات و الأخلاق ...
وكما أنكم تقرأون في وسائل التواصل أي رسالة عن الكورونا و تسارعون بنشرها و تتسابقون في نسخها و لصقها ... فأيضاً اقرأوا عن كورونا الأخلاق و انشروا الوعي و انسخوا و الصقوا و ارسلوا ...
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...
فإن هم ذهَبَتْ أخلاقهم ذهبوا
كورونا في الأخلاق و في التعامل مع بعضنا البعض .
و كورونا حتى في الواتساب و برامج التواصل ...
فالبعض يحمل بكتيريا الأنانية أينما ذهب و أينما يجلس بل و ينشرها ...
و كورونا يتم كتابتها و أخرى النطق بها ... و ثالثةٌ بالترويج لها .
و تلك كورونا تنتشر و تتوسع و تنتشر بدون أدنى مكافحة أو إرشادات وقاية .
فالأولى قد يسهل السيطرة عليها طبياً ؛ لكن الثانية تحتاج مجهود أكبر.
وصلاح الأجساد سهلٌ و لكن...
في صلاح القلوب يعيا الطبيبُ..