كثير ما نظهر عكس مانخفي
وكثير مانتجاهل كي تمضي بنا الحياة دون تعثر
قد اضحك من وجع دفين قد ابدو هادئاً
وانا اشعر بأن العالم كله متكئ على قلبي
قد انطق بالصمت وانا اكثر الناس ضجيجاً من الداخل
أنا منهك من كوني قوياً ومن التخطي كان شيئاً لم يكن
أنا منهك لان الناس اعتادت رؤيتي أمضي
ونسيت أني أحتاج يداً تحملني من حين لأخر
يظنون أن ظهري جداراً يهد ولا يلين
من اخبرهم بهذا ؟
من قال روحي لا يعكر صفوها وأن قلبي لا ينكسر كجرة طين ؟! الله يعلم بأني لم أخلق بقلب من حجر
يعلم بأن بقائي على هذا الثبات لم يكن سهلاً كما يتخيلونه !ربما لم أطلب يداً تمسح دموع الفزع
ولم أوقظ أحداً ليعانقني كي أهدأ ربما اعتقدت أني قادر على شق طريقي دون الإستناد على كتف أحدهم
لكني والله لست كذالك دائما !
لست بصاحب قوي ويتحمل كل شيء
ولكني صاحب صمت خفي قادر على كتم كل شيء
ولأني ابتسم كثيراً لن يشعر بي أحد !
لطالما تظاهرت بأن كل شيء على ما يرام
فلا أحد يعرفني جيداً ليكتشف من عيني أني أكذب
وأن الأمور ربما كانت سيئة سيئة جداً
لن أنشر احاسيسي المرة أمام أحد !
فلا أحتمل فكرة أن أجعل أحداً قلقا بسببي وما اشعر به
لا أحتمل الشفقة !
أنا الذي أعتاد الجميع على صلابتي وتوهجي
أنا الذي أعتدت رسم الطرق للناس
حثهم على الحياة والتغلب على أوجاعهم
هم لا يعلمون عن صراعاتي وصلواتي اليائسه
لا يعلمون كم مرة شعرت برغبة البكاء عندما أخبرني
احدهم أنه معجب بصلابتي وكم من المرات كنت انوي العزلة والهروب بعيداً حيث لا أغادر غرفتي
ولا أواجه الناس ولا الكون ولكن أعود مجدداً
وكأن لاشيء يحدث كطير حبس في قفص ثم عاد طليقا أشعر بأن الكون في حاجة لرفرفة جناحي
وأني يجب أن لا أتوقف عن الطيران
هكذا هيا الطيور دائما ما تغريها الحياة فتبقى محلقه
مهما توالت عليها الظروف إني اصر على الحياة
أصر على مقاومتها مرة أغلبها ومرة تغلبني
وفي الحالتين أرفع يدي أنتصاراً لأني مازلت أعرف كيف أقاوم لكني صامت ! صامت جداً أكاد أختنق
لا اعرف منذ متى أستسلمت للصمت أصبحت أمارسه تجاه كل موقف حتى نسيت كيف يمكن للمرء أن يبداً حديثاً ما وكيف يمكن أن يختمه فبعد أن تعتاد الصمت لوقت طويل وتعتاد التعامل مع أحزانك بمفردك لن تعرف بعدها كيف تتشاركها مع أحدهم مهما حاولت
لن يصل صوتك المنهك لمسامعهم
وحده الله يسمعك دون أن تنطق وحده فقط حين
تذهب اليه مكسور الجناحين وتعود محلقاً .
منقول