يقتادني الهَوَس أحياناً مثل ذئبٍ ضارٍ ..
وَتتوه عني النظرات كلما أفتقدت القدرة على التمييز مابين النزوة والإعجاب
فتراني أختلس النظر هنا وأمدّه هناك ..
لعلّي أعثر على طريدةٍ أرضي بها غوايتي
صادَفتُها ولديها كل ماأتوق إليه..
من سكونٍ ونظراتٍ
وكينونة تدل على إنها في بدايات ربيع العمر
لاأنكر مدى القدرة على كسر الحواجز ..
واستهلال مقدمات الحوار في مثل تلك المواقف
ولذا دفعني المَيل أن لاأمنح الوقت فرصةً أخرى كي أدنو منها
ولأتمكّن عن كثبٍ من فهم مايدور في خلجاتها..
أعطيت الحاسة دوراً لتختبر لغة العيون
فحتماً سأعثر على الإجابات من خلالها
وبالرغم من حالة الصمت التي تسودهما..
الا انني أكتشفت إنها بدَت شاردةَ الشعور تماماً
وقد ألمّت بها الحيرة من كل جانب
تأملت كثيراً في محياها
وتعمقت أكثر لأستنبط هذا اللغز المحيّر الذي أوهمني للحظات..
أنني أستعجلت لأحكم على ظواهر الأمور
فأحسست حينها بأنني أهوج وأمتاز بالسطحية
فبعد الذي رأيته ..
اتضح لي عمق الإنكسار الذي سبّبه أمر ما لتلك الفتاة
ياللهول !!
لاأعرف كيف أصف شعوري في تلك اللحظة
بعد أن أحسست بالذنب
وأنا أتمعّن في ملامح كتلة يأسٍ وهالة حزن فظيعة..
قد شابت جميع تصوراتي
وإختلفَت معها النِسَبُ لما إعتقدته قبل قليل
الإعتقاد الخاطئ أوهمني لأن أكون متطفلاً ..
وأن أتنكّب سهماً آخر لأرمي به الطريدة
أي طريدة كانت إذا إنسجَمَت مع الأهواء والميول..
ياللهَوَج !!
حينما تقتصر الرؤى على الشكليات..
ويكون فهم البطولة قاصراً
لاشك أن الفرق بين الغدر والبطولة شاسعاً
كما هو الفرق بين ماخفيَ وماظَهر
وفي لحظة قررت الإتكاء على نفسي..
بعد أن قَصَمَت الحقيقة ظهر الوهم
وأعدت السهم حيث أدراجه
لأرمي بحقيبة السهام جميعا في وادي النسيان.