تعرف على فقهاء اخر الزمان من خلال اقوال محمد وال محمد
ان الكثير من الفقهاء لا يشكون العوز للمعصوم إطلاقاً بل يقولون ان الفقه الآن هو في عصر الازدهار والتطور والكمال وسوف يتمسكون بهذه الكلمات إلى ان يأتي المظلوم ﴿عليه السلام﴾ فيقولون له الإسلام بخير والدين بخير ارجع من حيث اتيت فينتقم منهم اشد الانتقام.
فقد جاء عن أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ وهو يصف حال علماء السوء عند خروج الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ حيث قال : ﴿وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعساً لهم ولأتباعهم ، أكان الدين ناقصاً فأتموه ام كان به عوجاً فقوموه ام الناس هموا بالخلاف فأطاعوه ام أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فكذبوه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه أم جاء نبي بعده فاتبعوه ........﴾﴿ - إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - ج 2 - ص 200﴾.
وقد ورد عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : قال أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا أسمه ، يسمعون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود﴾﴿ - الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 307 – 308
﴾.
نلاحظ من قول رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ انه لم يستثني أياً من الفقهاء حيث انه قال ﴿فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء﴾ . وجاء التأكيد عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ : ﴿إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ ... إلى أن قال : - يدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض ، فلا يبقى إلا الدين الخالص . أعداؤه مقلدة العلماء أهل الإجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفاً من سيفه ، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ... إلى أن قال : - ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ... إلى أن قال : - ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهبهم أنه على ضلالة في ذلك الحكم ...﴾﴿- مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 2 - ص 142 - 143 ﴾.
إن الفقهاء لم يكتفوا بمقاتلة المهدي ﴿عليه السلام﴾ حين ظهوره فقط بل انهم سيدفعون أتباعهم لقتاله حيث قال الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ فيما تقدم من الكلام بأن اعداؤه مقلدة العلماء حيث انهم سيرون ان المهدي يحكم بخلاف فقهائهم وهذا مما يجعل الإمام في نظرهم خارجاً عن الدين ، لأنه يحكم بخلاف المشهور عندهم .
وسنتعرف فيما يلي من البحوث عن ابتعاد المنهج الفقهي عما كان عليه في زمان الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ فمن الطبيعي انهم سيستغربون من أقوال الحجة وأحكامه لا بتعادهم عن كلام المعصومين وتمسكهم بأصول المخالفين .
ولذلك قال الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ فيما تقدم ﴿ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله﴾ إذ انهم سيخافون سيفه ولا يخافون عقاب الله كما انهم لا يهابون مقامه .
وفي هذا السياق يقول العارف الشيخ بهجت : ﴿نحن السبب في غيبة إمام العصر والزمان ! والا من سيقتله ان ظهر ؟ هل سيقتله الجن ؟ ام ان قاتله الإنسان ؟ فهذا الإنسان قد يعيش في هالة من الجهل والانحطاط بحيث لا يتورع عن أرتكاب أعظم الجرائم بما في ذلك ارتكاب الجريمة بحق من يدر عليه منفعته ومصلحته ﴾﴿ - المهدي الموعود على لسان الشيخ بهجت – تاليف السيد مهدي شمس الدين – ص27.
إن هالة الجهل قد تصيب كل الناس ومن مختلف الطبقات وقد ذكر لنا التأريخ العديد من الفقهاء الذين خالفوا الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وقاتلوهم كما قاتل الأحبار عيسى المسيح ﴿عليه السلام﴾ حقدا وعداوة فإن الجهل قد يصيب أي إنسان جراء حبه للدنيا والمناصب الدنيوية وطاعته لنفسه الامارة بالسوء وغيرها من الامور .
لقد تحدثت الروايات والأخبار عن حرب الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ منها ما جاء عن الإمام الباقر ﴿عليه السلام﴾ انه قال : ﴿إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية ، عليهم السلاح ، فيقولون له : إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم . ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب ، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ﴾﴿ - بحار الانوار – العلامة المجلسي - ج 52 - ص 338﴾.
لقد اوردنا فيما تقدم قول أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ بأن المنافقين هم منتحلي التشيع ولذلك فإن الإمام ﴿عليه السلام﴾ سيقتل في الكوفة كل منافق مرتاب أي كل منتحل للتشيع وهو في حقيقة أمره من المنافقين .
وقد جاء عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ : ﴿يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض . فقلت يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير . قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله ورسوله صلى الله عليه وآله فيقتلهم . ثم يجمعهم الله على أمر واحد﴾﴿ - نفس المصدر السابق - ص 115﴾.
إن هذه الرواية من الواضحات التي لا تحتاج إلى تفسير أبداً إذ انه قد ذكر الرسول الأعظم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ وقد نقلنا حديثه وفيه ان فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .
وحين نقرأ كلام أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ نفهم بأن هؤلاء السبعين من فقهاء الضلالة هم أصل الفتنة والاختلاف وفي قتلهم يجتمع الموالين على أمرٍ واحد إذ هم السبب في تفرقهم ولذلك يعمد الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ إلى قتلهم لكي يخمد الفتنة التي اوقدوها لقتاله وحربه .
بل ان أتباعهم سيقاتلون المهدي إمتثالاً لأوامر فقهائهم ونفهم ذلك من قول الصادق ﴿عليه السلام﴾ والذي اوردناه وقد جاء فيه بأن أعداؤه مقلدة العلماء من أهل الإجتهاد .
ومما تقدم يجب ان نتحلى بالثقافة المهدوية وان نجعل الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ نصب اعيننا وهو قائدنا لا غيره فإن الإمام مفترض الطاعة وواجب الإتباع فقد تصيبنا هالة الجهل التي ذكرها الشيخ بهجت ونقاتل الإمام ونحن غافلون خصوصاً إذا علمنا باننا نعيش عصر انبثاق نور عصر الظهور الشريف وان أغلب العلامات قد تحققت وباقي العلامات قد بانت في الافق وقد ذكر الكثير من الباحثين والعارفين باننا نعيش عصر الظهور الشريف ولعل أكثر الأقوال تأثيراً بالنفس هو ماذكره الشيخ بهجت حيث قال : ﴿كنا منذ نبشر الشباب بانهم سيدركون ظهور بقية الله الأعظم ﴿ع﴾ إلا إني ابشر الآن الكهول انهم سيشهدون عصر الظهور﴾﴿ المهدي الموعود على لسان الشيخ بهجت – تاليف السيد مهدي شمس الدين – ص78﴾.
اننا حين نعرف باننا نعيش عصر الظهور يجب ان نعلم باننا مقبلين على فتن وعلى الكثير من المفاجأت التي يكون فيها التمحيص والتمييز والغربلة فقد جاء عن منصور قال : قال لي أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ يا منصور : ﴿إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس ولا والله حتى تميزوا ولا والله حتى تمحصوا ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد﴾﴿ - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 370﴾.
وجاء عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن ﴿عليه السلام﴾ يقول : ﴿"الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون "﴿ - سورة العنكبوت آية 2
ثم قال لي : ما الفتنة ؟ قلت : جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين ، فقال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثم قال : يخلصون كما يخلص الذهب ﴾﴿ - نفس المصدر السابق﴾.
وجاء عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿ إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكره فذروه ، إنه لا بد من أن يكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين ، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا﴾﴿ - نفس المصدر السابق
إن من الأسباب الرئيسية الداعية إلى الغربلة والتمحيص هو الجهل وعدم الإيمان خصوصاً بالإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ لذلك سيكون ظهوره بعيداً عن قلوب الناس لأن هذه القلوب قد ملئت قسوة وملئت بالذنوب وهذه القلوب العمياء الميتة تجعلنا نرى الإمام وأصحابه بنفس العين التي كان يرى بها قريش الرسول وأصحابه.