الرياضة بدأت في وادي الرافدين 1
مرحبا بكم اعزائي اليوم سأبدأ معكم سلسلة من مقالات تتحدث عن تاريخ الرياضة في بلاد ما بين النهرين وكيف أنها كان لها الأثر الكبير في حياتهم من الناحية الدينية والسياسية في أختيار القادة العسكريين وتزويج الاميرات في الاسر الحاكمة وتربية خاصة لأعداد الحكام آنذاك. وستجدون كمية من المعلومات المدهشة والمثيرة جدا حيث أنني عندما اجريت بحثي خلال الاسابيع الماضية أدهشتني فعلا بعضها كنت اعلمه بطريقة بسيطة وعامة الا انني عندما تعمقت بالتفاصيل ادهشتني فعلا والبعض منها كان جديدا تماما علي مما جعلني مشدودة اكثر لأبحث اكثر واجمع معلومات أوسع وان شاء الله ساقدم خلاصة دراستي وبحثي لكم خلال هذه المقالات ستعجبكم انا واثقة لكل من يهتم بجذوره العرقية ويحب الحضارات بلاد الرافدين.
عرف العراقييون القدماء الالعاب الجلجامشية – الالعاب الأولمبية- قبل أن تظهر في اليونان بأكثر من 1000 عام حيث أنتقلت الى الفينيقيين 1* اللذين نقلوها بدورهم الى بلاد الاغريق، وقد وجدت عدة دراسات صحيحة وأيدها كثيرون تفيد بما يلي: أنها وصلت اليونان عن طريق الفينيقيين، فالبطل جلجامش أنتقل أسمه الى معظم الآدب القديمة، وان اعماله نسبت الى ابطال أمم أخرى مثل هرقل وأخيل والبطل أوديسيوس في الأوديسية.
فمثلا قصص هرقل تتشابه مع ملحمة جلجامش بحيث أكثر من باحث الى ان أُسس قصص هرقل تستند بالدرجة الأولى الى اصول مستقاة من ملحمة جلجامش وصلت الى بلاد اليونان عن طريق الفينيقيين فكلا البطلين لهما اصل ألهي وكلاهما اتخذ صديقا حميما هو انكيدو بالنسبة لجلجامش ويوليوس بالنسبة لهرقل وكان سبب في جلب الكوارث الى كل منهما أمرأة، الالهة عشتار بالنسبة لجلجامش ودينيريا أو الالهة هيرا بالنسبة الى هرقل وكلاهما قتل الاسود وتغلب على الثيران السماوية المقدسة ووجد هرقل العشب السحري للخلود كما فعل جلجامش وزار هرقل جزيرة الموت كما ابحر جلجامش عبر بحر الموت، ومثل هرقل قتل جلجامش الوحوش الضارية وأكتسى بجلودها والى غير ذلك من نقاط الشبة الكثيرة.)
ويروى الباحث روبرت كنفر أن هوميروس أستقى الكثير من حوادث ملحمة جلجامش بالنسبة لأحد أبطال الألياذة الشهير أخيل يضاهي جلجامش صاحب أخيل يضاهي -انكيدو – صاحب جلجامش وام اخيل الالهة – نتيس – تضاهي الاله البابلية – تونسون- أم جلجامش وكذلك نشدان الاسكندر الخلود في نبع كائن في بحر الظلمات مما يضاهي ما جاء بالملحمة في بحثه عن نبات الخلود.
وهكذا نجد أن هرقل لم يكن نسخة لشخصية جلجامش فقط بل لاعماله أيضا، فقد نقل ما عرف ب [ شهر جلجامش ] الذي يقام فيه المصارعة لمدة تسعة أيام يقدم فيه الفائز غصن زيتون
أو غصن شجرة مشابه فقد وجد المنقّبون اثر يعود لعصر السلالات يمثل 4* الها او زعيما سومريا جالسا وبيده سلاحين ( الهراوة و البوميراج 5* وباليد الاخرى غصن زيتون). ويبدو ان الهراوة هو أحد اسلحة الجيش التقليدية كانت تقام به نزالات كثيرة شـيبة بالمبارزة. وهناك قطعة من حجر أبيض في المتحف العراقي، خزانة رقم 32 منحوتة نحتا بارزا يمثل الأله السومري او الزعيم السومري وهو يقدم للمتنازلين بالمصارعة او نزال بالهاراوات والبرميرانج غصن زيتون أو غصن شجرة مشابه.
وفي هذه القطعة يصور الفنان التقديس كونه المحرك الاول له والرياضة ثانيا كجزء من الطقوس الدينية لأنها تمثل القوة حيث يستخدم البطل ( في العادة الملك او الأمير) للزواج المقدس .والاستسقاء حيث يختار الاقوى في احتفالات رأس السنة ويذكر أحد الباحثين ” ان هذه الطقوس أنتقلت الى بلاد اليونان مع بقية المظاهر الحضارية الاخرى وليرشح الفائز لدور العريس في طقس زواج المقدس وطالت الفترة بين أختيار آخر حتى بلغت 4 سنوات وهي المدة التي كانت ولاتزال تفصل بين دورة العاب جلجامش – آولمبية – وآخرى”.
ولقد أسست في بلاد الرافدين أول مدرسة قبل خمسة آلاف سنة، حيث عرف السومريون الكتابة لأول مرة بالتاريخ. وكانت المدرسة تقوم بتدريس القوانين و الآدب والفلك والرسم ولابد أن تكون الرياضة البدنية تدرس كبقية المواد وقد تكون اهم سيما ان الحياة كانت تعتمد على القوة البدنية والاقوياء هم اللذين يحتلون المناصب العليا في الجيش والمقربين للملك، كما كانوا يختارون لأحتفالات رأس السنة لمهمة اسـتنزال المطر وتمثيل دور العريس في طقس زواج المقدس . ولقد كان هناك معلما للرسم ولابد ان يكون هناك معلما للرياضة فقد كان الاطفال المحظوظين يمارسون اللعب والسباحة ويتلقون دروسا تحت أشراف مسؤوليين، والغريب ان الطلاب الفاشلين بالعبث وتضييع الوقت باللعب كما يفعل الوالدان والمعلمون الآن فنجد المدير السومري يوبخ احد التلاميذ المهملين “ماذا فعلت ؟ ما جدوى جلوسك؟ الى متى ستظل تلعب؟”
وقد أهتم العراقييون القدامى بالتربية البدنية والعقلية في تربية أولادهم ونرى ذلك واضحا كما يقول لوكاس في منحوتة لتربية وريث العرش فقد ظهر عند حافة القسم الاعلى من المنحوتة وبجانبه صورة الامير الصغير نحت الفنان صقرا له حبل مربوط حول قدمه والى جانبه كتاب مغلق لابد وان كان يمثل رقما طينيا ذا وجوه داخلية من الشمع فهذان الرمزان _ الصيد والتعليم_ التهذيب لجسمي والعقلي معا يبدوان في نظري ( رأي لوكاس بانهما الخلاصة الكاملة لعملية التربية المثالية للأمير.وأسـتنادا لما سبق فقد أثبت ان الشباب السومري من الطبقات العاليا كانوا يتلقون دروسا في التمرينات البدنية وكذلك السباحة والرماية وبالقوس والنشاب وركوب الخيل.
هذا الجزء الاول من مقالي الرياضة بدأت في وادي الرافدين وسـيليها ان شاء الله سلسة مقالات توضح بشكل تفصيلي أكثر عن انواع الرياضات التي كانت تمارس وتقام لها المسابقات الكبرى وما كان تأثيرها وأنعكاساتها على حياة السومريين والبابليين وغيرها من الحضارات التي قامت في أرض ما بين النهرين.