الرياضة بدأت في وادي الرافدين
أن العاب الساحة والميدان والتي تتضمن الركض والقفز ورمي القرص والقفز على الزانة والرماية بالسهام وغيرها …هي من الالعاب التي كانت تمارس كتدريبات عسكرية لتأهيل الأفراد للأنخراط بالجيش السومري والبابلي وغيرها من الحضارات التي تواجدت في بلاد ما بين النهرين.
وكانت التدريبات الجسدية التي تعتمد على بناء القدرات الجسمية لجعل جسم المقاتل مثالياً من حيث الأحتمال والمطاولة والمرونة والقدرة على المناورة السريعة وهي أكثر ما يتم التركيز عليه في التدريبات العسكرية والمدارس الخاصة التي كانت في سومر.
وسأحدثكم اليوم عن الرياضات التالية :
الرماية بالسهام
جاء في اسطورة الخليقة في مطلع الاف الثاني ق.م والتي أستنسخت في العهد الأشوري [ومضينا الى الحرب ودنى كل غريم من غريمه يتحفز للعراك ونشر الرب الاكبر مردوك حبلا فاذا هي قد التفت بتعامد ويسدد مردوك سهما يصيب احشائها وينفذ في امعائها ويمزق قلبها
عرف الانسان أستخدام النبال منذ بدايات التأريخ وقد أعتمد الاكديون في قتالهم على الاقواس والنبل.
ان مناظر الصيد المختلفة التي تركها الانسان العراقي في آثاره منذ آلاف السنين تظهر لنا طرق متنوعة للصيد ففي النقوش القديمة تبرز مشاهد لصيد الأسود والوعول. كما ان هناك حقيقة جديرة بالذكر هي ان الصيد بالسهام كان قد اعتبر هاما جدا واحيطت به قدسية خاصة فتجد بعض النقوش تظهر البطل وهو يستلم قوسه من الإله.
لقد استخدمت عدة أشكال وأنواع مختلفة من السهام من حيث الطول والسماكة كذلك فإن الشكل المدبب المثلث من الامام كان يختلف بحسب إختلاف استخداماته في الصيد والقنص، وأستخدم العراقيين القدماء الكلاب في رحلات الصيد كما هو مستخدم اليوم ايضا في رياضة الصيد وهذا واضح من اللقى والاثار التي وجدت عليها الرسوم يظهر فيها الكلاب مع الصياد والطريدة التي تم صيدها.
لقد وجد في المقابر الملكية في أور عدد من السهام ذات الشكل المثلث وقد استبدل اللسان بقاعدة فهذا النوع من السهام يمكن ان يصيب الحيوانات الصغيرة بصدمة وبذلك يسهل الامساك بها دونما قتلها ونفس الشيء بالنسبة للحيوانات الكبيرة حيث تفقد الكثير من الدم نتيجة الصدمة وبذلك يمكن الامساك بها وترويضها وتدجينها.
كذلك يرى الباحثون ان هناك ضروب اخرى من الرياضة قد عرفها العراقيون القدامى وهي رياضة الموازنة (( فمن المعروف عن جنوب العراق وخاصة في الفترات القديمة انه لا تخلو أرضه من ساقية او قناة مائية او البرك المائية بسبب مياه الامطار الغزيرة او الفيضانات او المياه الجوفية فإن التنقل من منطقة الى اخرى يقتضي عبور هذه القنوات وبذلك يجب علي الانسان ان يضع احماله على رأسه ويمشي من طرف الى أخر ويحافظ على توازنه وهو يعبر على جذع نخلة او شجرة ولازلت هذه العادة موجودة لدى شعبنا العراقي في المناطق الريفية والزراعية)).4*
ركوب العربات والخيل:
رد جلجامش على عرض عشتار للزواج منها [ورمت الحصان قي السباق ولكنك سلطت عليه السوط والمهماز والسير وحكمت عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعافة وقضيت عليه ان لا يرد الماء والا بعد ان عكره
ومن النصوص الوارد اعلاه يمكن ان نتبين بان هناك سباقات كانت تعقد للخيل والعربات وانها من الاهمية بحيث يعيب الملك الآله جلجامش على الربة عشتار تحطيم حصان السباق. وبالتأكيد هذا له دلالته من الاهتمام الكبير بالخيل وتربيتها واستخدامها في الاعمال والحروب والرياضة والصيد. وقد كان رئيس الاصطبلات ورئيس الخيل يعتبر من ذوي الرتب العالية ونجد ضمن نصوص الألف الثانية ق.م مبحثا في رعاية وتدريب الخيول وفي طب الخيل.
وفي عودة الى ان السباقات التي كانت تقام بدرجة عالية من الاهمية بحيث تحضى بحضور الملك وحاشيته وعلية القوم فقد كان التنافس يقوم فيها على شتى انواع الرياضات البدنية وشبيه بما يسمى الآن برياضة الساحة والميدان.
وكما عودتكم إني أحاول الربط بين الاجداد العظماء وبين الاحفاد اللذين يعيشون الآن في العراق ويتحدون بأصالتهم وما ورثوه من أجدادهم من قوة وإصرار وتحدي لكل المصاعب والمتمثلة بالظروف القاسية فأن احد هؤلاء الاحفاد أستطاع النجاح بتحديه وحقق في رياضة القفزبالزانة المركز الثاني وحصل على الميدالية الفضية في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وهذا البطل العراقي هو منتظر فالح الذي رفع أسم بلاده وعلمه عالياً وأهدى كل العراقيين اجمل فرحة وجعلنا نزهو معه بإنجازه الرائع وليثبت لنا ان العراقي دائم القدرة على قهر التحديات التي قد تواجهه.