من المفيد جداً والمثري لك وللغتك أن تجد مسألة تبني عليها توثيقاً تاريخياً لمفردة يراها البعض مولدة وهي ذات تمكن موغل في القِدم ما يعني أنها تعزز تفويت المعاجم إياها وغفلة مؤرخي اللغة عنها ولكن ثنايا الكتب الشامخة لعلماء لهم قيمتهم قد تكون حاسمة في الحكم عليها .. فمما وقفت عليه مما يثير جدلاً بين باحثي اللغة تلك الكلمات التي تكون مصدراً صناعياً مختوماً بياء مشددة وتاء مربوطة حتى جعلها بعضهم من غير الأصائل في اللغة ولكن وجودها في الوضع القديم يدحض تلك الأقوال فكلمة الجاهلية قرآنية واحتفال الكتب اللغوية بالنظائر لعلماء أفذاذ معزز قوي لرد بعض الادعاء فقد وجدت كلمة الإنسانية لدى الوزير المغربي والرجولية لدى ابن الشجري وغيرهما كثير كما أن كلمة "فضول" التي تعني حب الاستطلاع وما يعبر عنها عرفاً وتورية بـ"حشر الأنف"وهي مما لم يتواضع عليه في دلالتها الاصطلاحية لغير الزائد في الشيء ولكني وجدت ابن الشجري يورد رواية عن ابن كيسان في حوار بينه وبين أبي العباس المبرد جعلتني أتأنى كثيراً في رفضها بدلالتها الحديثة وإن كنت لا أطمئن كثيراً إلى إدراجها في سياقها الاصطلاحي الحديث ولكن قول المبرد رداً على ابن كيسان:"إني من كثرة فضولي في جهد" يوقعني في حيرةٍ لورودها من عالم له مكانته العلمية في باب اللغة والنحو.