.
ليس لدي ما أرثيه. عضلاتي مشدودة وأحب النوم حتى الليل، وتعذيب المطلق بطقطقة عظامي. كان يمكن أن تحدث الأشياء بطريقة أخرى، أكثر روعة، لكنها حدثت هكذا بهامش خطأ صغير في الفيزياء، والجوريُّ يجاور الخرسانة.
في الصباح سيصيح الديك ذو العرف الذهبي كالعادة، دون أن أسمعه. أوراق رقيقة من الكالبتوس ستسقط بدعة في بحيرة الجماجم.
النحل سيصل إلى حديقة الأرميني العجوز وإلى السكّر في السكّرية. والعامل الآسيوي الدءوب سيدفع العربة المعدنية ذات اليدين والأزيز والعجلة الواحدة في اتجاه الهاوية.
تمثال لتفاحة عملاقة من البرونز يقضمها النهار في الساحة العامة مضطجعا على كوعه.
السياح الكوريون الشماليون المتشابهون سيصلون بعد قليل عبر ميكروباص البلدية إلى المفاعل الذري بكاميراتِ أفلامِ العائلة معلقة على صدورهم، هناك فرقة للأهازيج الفولكلورية المزركشة بالألوان في انتظارهم.
المجرات بعيدة حين تحدق في الأفق لا ترى شيئا،
وعصفور الكناري الأصفر الجميل يغرد فوق الإفريز داخل قفص، يشبه من الأسفل مايسترو الأوركسترا الملكية في حفل جمهوريّ حاشد بعد الانقلاب. التلاميذ يذهبون إلى المدرسة في النقل المدرسي بثياب نظامية متطابقة، داخل جيوبهم السندويتشات والفراولة.
الآباء والأمهات يذهبون إلى العمل في سيارات أجرة أو على أقدامهم كما لو في نزهة بين المآثر موفّرين مصروفا للضرائب والآيس كريم.
العاطلون يذهبون إلى الشاطئ فرادى تحت الشمس في انتظار موعد الغداء، تظل خطواتهم محفورة على الرمل لأيام.
وأنا كل يوم، أبقى نائما، حتى الليل..
منقوول