.
أصطادُنى بكل حنكة صيادٍ أريب
…
البحر المتجمد بداخلى
يحتاج إلى أضخم جرافة فى العالم
والولد الذى هناك ترك لى جثة الصمت ومضى
وأنا هنا أرتجف من البرد والوحدة
وما من أبٍ روحِى لى ليمنحنى المشورة
.
علىَّ إذن أن أستمر فى كتابة ما أحس به الآن
وأحاول أن أصدق أن قصيدتى
تلك التى تجعلنى أتثاءب من الملل
هى أهم شىء فى العالم الآن
وأن أتشبث بهذا الوهم
رغم يقينى التام بأننى مخطئة
مثلما أنا مقتنعة اقتناعا جازما
بأن الإنسان مسئول مسئولية كاملة عن كل مايحدث له
ولكى أكون صادقة معكم
أنا المسئولة الوحيدة عن كل هزائمى فى الحياة
أنا التى كنت أشترى مصيدة أنيقة
وأخبئها منِّى فى مكان آمن لا يراه قلبى
بعد أن أشبك الطعم فيها
وأظل أخطو باتجاهها يوما بعد يوم
إلى أن أصطادنى بكل حنكة صياد أريب
.
أنا السلحفاة التى يحلو لها أن تمشى حثيثة الخطى
إلى أن تصل إلى حافة الهاوية
ثم تقفز !
.
ليس هذا اعترافا على أية حال
لا أريد أن أعترف
ولا أعرف حتى لماذا أقول مثل هذه الكلمات الآن
ربما كانت رغبة مكبوتة
فى أن أسلب كل من هزمونى وهْم مجد انتصارهم الوقح
إذ غدرونى بكل نذالة برجوازى صغير
بعد أن منحتهم كبيلسانة بيضاء كل ثقتى
ثم ما الذى تركه لى كل من سرقوا الثورة فى الميدان
لكى لا أشك فى أصابع يدى نفسها
بعد كل ما حدث ؟
ما عليْنا
هذا شىء فات أوانه
والليل يلملم خيمته بالخارج لنوبةِ شمسٍ بليدة
والورقة التى أمامى بيضاء لم تزل
وأنا أحاول أن أتغلب على كل ذلك البياض المهول
وعلى شعورى القسرى
بأن اللغات كلها محض تكرار سخيف
كتجارب عاطفية تنتهى كلها بالوحدة
وبأن أشعارى نفسها لم تعد مقنعة أمام بساطة الموت الرهيبة
الموت البسيط ببداهة تبعث على الانفجار فى الضحك
داخل سرادقات العزاء نفسها
فاضحكوا !
وقولوا للولد الذى يقف هناك بجبين مقطب
ذلك الذى يلتزم الحكمة على طول الخط فى كل ما يقول
كما لو كنا فى جنازة أبدية
ويقاطعنى من دون أى سبب وجيه على الإطلاق
والذى سأموت شِعرًا منه :
ابتسم لوفاء .
منقوول