النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

قمرٌ على البراري - عاطف عبد العزيز

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 258 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,113 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44218
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 19

    قمرٌ على البراري - عاطف عبد العزيز

    .




    قمرٌ على البراري
    كائنات مملكة الصمت
    ….
    كَأيِّ شَرِيدٍ رَاجِعٍ مِنَ المَنَافِي، جَلَسْتُ
    أُقلِّبُ الشَّايَ بِإصْبَعِي،
    وأنَا
    أستَرِقُ النَّظَرَ إلَى سِيقانٍ تَمُرُّ
    إلَى جِوارِي.
    .
    «أنَا الشَّاعِرُ جِئْتُ»
    كادَتْ تُفلِتُ مِن شَفَتَيَّ العِبَارةُ،
    لولا
    أنَّ النِّيلَ فِي اللَّيلِ شَرَّدَنِي،
    وباعَدَ بَينِي وبَينَ لِسَاني.
    هَكَذا،
    أسلَمْتُ رُوحِي إلَى الجَوِّ الذِي صَفَا
    فَجأةً،
    وأنَا أُرَبِّتُ أكتَافَ مَن خَانُونِي.
    المَسَاكِينُ كانُوا مُنهَمِكِين فِي رَدْمِ بِئرٍ
    حَفَرَتْها الأيَّامُ بَينَنا،
    فَقَضَوْا مَسَاءَهم يُراكِمُونَ أمَامِيَ
    أسبابًا
    فوقَ أسبَاب.
    .
    المُصَادَفَةُ وَحدَها،
    هِيَ ما أعَانَنِي علَى إدرَاكِ حَقِيقَتِي،
    فَنَجَوْتُ
    قَبْلَ فَوْتِ الأوَان.
    المُصَادَفةُ وَحدَها علَّمتْنِي أنَّ ضَعفِي
    مَكْمَنُ قُوَّتِي،
    وأنَّ النَّقِيضَ
    لا يُحدِّدُهُ إلا نَقِيض،
    وكيفَ للسَّحَابَةِ أن يَضِيقَ صَدْرُها،
    فِي غَيْبَةِ التُّراب.
    .
    فما الذِي يَجعَلُنِي أتَذَكَّرُ أفلاطُونَ الآن؟!
    قلَّبْتُ الأمْرَ طَوِيلًا
    ولم أهْتَدِ.
    فقَطْ وَجَدتُنِي مُشْفِقًا علَى الرَّجُلِ،
    وغَبَاوَتِهِ الإغرِيقِيَّةِ الخَالِصَةِ التِي طَالَما
    أورَدَتْهُ المَهَالِك.
    تَسَاءلْتُ، كَيفَ لِمِثلِهِ أن يَسْتَسْلمَ
    لِوَسْوَاسِ العَقلِ،
    علَى هَذا النَّحْوِ المُذِلّ!
    وأينَ راحَتْ حَصَافَتُهُ، وهوَ يَطرُدُ المُرَاهِقَ النَّاحِلَ
    غَرِيبَ الأطوَارِ
    خَارِجَ البوَّابَةِ العَالِيَة!
    كيفَ أطاعَهُ قَلبُهُ لِيُنكِّلَ بالشَّعْرِ،
    الفَتَى المُسَالِمِ الذِي قَضَى عُمرَهُ يَتَسَكَّعُ
    فِي الأسْوَاقِ خَلفَ الغَجَر،
    رافِعًا
    عَقِيرَتَه بالأغَانِي!
    .
    ها أنَا الآن،
    لا أجِدُ صُعُوبَةً فِي مَنْعِ نَفْسِي
    عَنِ اعتِلاءِ الطَّاوِلَة،
    والهُتافِ مُجَدَّدًا:
    «أنا الشَّاعِرُ جِئتُ»،
    أيُّ صُعُوبةٍ والصَّمْتُ قد صَارَ حَلِيفِي
    الذِي يَجلِبُ إليَّ جُثَثَ أعْدَائِي
    واحِدًا
    بَعْدَ واحِدٍ،
    لِتَستَقِرَّ كُلُّهاَ عِندَ قَدَمَيَّ
    وأنا كَمَا أنا:
    مَحْضُ جَالِسٍ علَى حافةِ نَهرٍ،
    أتأمَّلُ
    صَفْصَافَةً علَى مَاء،
    وأسترِقُ النَّظَرَ إلَى سِيقَانٍ تَمُرُّ إلَى جِوَارِي.
    أيُّ صُعُوبةٍ!
    والصَمتُ بَاتَ حِصَانَ طروادةَ الذِي يَجِيؤنِي
    تَحتَ سَطْوةِ الَّليل
    فَارِدًا جَنَاحَيْهِ،
    ليحمِلَني وقتَما أُحِبُّ
    إلَى
    حَيْثُ أُحبّ.
    .
    أنا الشَّاعِرُ جِئتُ،
    أنا من تَنَامَتْ ضَغِينتُهُ فِي البَرَارِي بَعِيدًا
    عَن أعْيُنِ الحَرَسِ،
    أنا طَرِيدُ المَدِينةِ الفَاضِلة،
    خَليلُ القَمَرِ،
    الكَائِنُ الوَحْشِيُّ الذِي اقتَاتَ علَى جِيَفٍ
    خلَّفتْها حُرُوبُ النَبالةِ
    ودسَائِسُ العُرُوش،
    ثُمَّ رَوَّى غُلَّتَهُ مِنَ الدُّمُوعِ المَالِحَة.
    أنا الليليُّ الواحِدُ الذِي اختَارَ
    أن يُقلِّبَ الشَّايَ بإصبَعِهِ علَى حَافَةِ النَّهْرِ
    مُسْتَسْلِمًا
    لِفَصَاحَةِ السُّكُوت.
    وهاهم أعْدَائِيَ الجُبَنَاءُ
    سَبَقُونِي إلَى المَوْتِ كي يَحرِمُونِي
    من ثَارَاتِي،
    ونَبِيذِها المُعَتَّقِ،
    سَبَقُونِي،
    بُغْيَةَ أن ألقَى حَتْفِيَ مِنَ الكَمَد،
    وما مِن سَبِيلٍ أمَامِيَ الآنَ،
    غَير أن أكنِسَ عِظَامَهم من فَوقِ القِلاعِ
    تلكَ التِي كَانُوا يَنتَظَرُونَ فِي فَجَواتِها،
    حَامِلِينَ
    مِن أجلِيَ النِبَال.
    .
    أمَّا عِظَامُ أفلاطون،
    خَصْمِي
    ووَلِيِّ نِعْمَتِي،
    الرَّجُلِ الذِي أيقَنتُ مُؤخَّرًا بِأنَّهُ لم يَمُتْ
    إلَّا مِن قِلَّةِ النَّومِ،
    فسوفَ أجمَعُها فِي لُفَافَةٍ مِن القَزِّ،
    وأجعَلُها وِسَادةً،
    لِئَلَّا أكَرِّرَ أخطَاءَ غَيْري،
    أو أصبِحَ فِي مُقتَبلِ الأيَّامِ
    عُرْضَةً للكَوَابِيس.
    نَعمْ سَأجعَلُها وِسَادَةً،
    لتبقَى ضَغِينَةُ عَدُوِّي نَائِمَةً أمَامِي هُنا
    تَمَامًا
    تَحْتَ نَاظِرَيّْ

    منقوول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,113 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39714
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 2

  3. #3
    من أهل الدار
    ورد ياس !
    تاريخ التسجيل: December-2019
    الدولة: من ارضٍ فيها شمس الحب تعانق وجه الحريه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 9,760 المواضيع: 2,050
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 20571
    مزاجي: ^^
    أكلتي المفضلة: حبـات قـَـمـح..
    موبايلي: هسـهسـه ..
    مقالات المدونة: 1
    سلمت عالنقل رمادو

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى مخمليةة مشاهدة المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آزآدَه مشاهدة المشاركة
    سلمت عالنقل رمادو
    اهلا بكما

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال