"أشنان ولاحار" آلهتا الماشية والحبوب السومرية
1
أشنان هي إلهة الحبوب، وهي تشبه الى حد ما الإلهة الرومانية (سيزر) إلهة الحبوب والزراعة، وهي تقابل كذلك الإله (دميتر) إلهة الحبوب والحصاد عن الإغريق، وكانت عبادتها مرتبطة (في سومر) بعبادة إلهة الارض.
اما لاحار فهي إلهة الماشية والحظائر والغنم، وهما شقيقتان خلقهما الالهان انليل وانكي.
وتصف الاسطورة حال العالم قبل خلق هاتين الإلهتين الشقيقتين فتقول:
لم يكن هناك نعجة، ولا قُذِفَ بحَمَل
لم يكن هناك عنزة، ولا قُذف بجدي
النعحة لم تلد حملين
العنزة لم تلد اجداءها الثلاثة
حبة الشش ذات الثلاثين يوماً لم تكن وجدت
حبة الشش ذات الاربعين يوماً لم تكن وجدت
الحبة الصغيرة، حبة الجبل، حبة المخلوقات الطاهرة لم تكن وجدت
لم يعرف الأنوناكي اكل الخبز
ولم يعرفوا لباس الحلل
كانو يأكلون النبات بأفواههم كالأغنام
ويشربون الماء من الجداول
وفي تلك الأيام في حجرة الخلق الخاصة بالآلهة
وفب البيت المسمى دوكو خُلق لاحار وأشنان
وما انتجهة لاحار وأشنان أكله الانوناكي ولكنهم لم يشبعوا
ومن حظائرهما شَرِبَ الانوناكي لبن "شم" الطيب
شَرِب الانوناكي ولكنهم لم يرتووا
فمن أجل حظائرهما الطيبة الطاهرة
أعطى الانسان نفس الحياة.
وهنا يجب ان نذكر ان الآلهة قد شعروا بالتعب، لذا قرروا خلق الانسان ليعملو بدلاً منهم ويوفر لهم الزاد، لذا كان من الضروري ان تنزل الآلهتين الى الارض.
تقول الاسطورة:
في تلك الازمان قال الاله انكي الى الاله انليل
يا أبتي انليل انهما لاحار وأشنان
اللتان خلقناهما في بيت الالهة الدوكو
دعنا ننزلهما من بيت الآلهة
وبكلمة انكي وانليل المقدسة
هبط لاحار وأشنان من بيت الآلهة الدوكو
لقد أنشأ إنليل وإنكي للآلهة لاحار الحظيرة
وجعلا لها النباتات والاعشاب الوفيرة
أما أشنان فقد اقاما لها بيتاً
وقدما المحراث والنير هدية لها
لاحار واقفة في حظيرتها
راعية تزيد نتاج حظيرتها هي
أشنان واقفة بين المحاصيل
عذراء لطيفة وجميلة هي
ثم تعمل الإلهتان على نشر الخير والرخاء بين البشر حتى انعم فيهما كل بيت، تقول الاسطورة:
لاحار واقفة في حظيرتها
راعية تزيد نتاج حظيرتها هي
أشنان واقفة بين المحاصيل
عذراء لطيفة وجميلة هي
الرزق الذي يأتي من السماء
لاحار وأشنان كانتا من وراءه
الى المجتمع جلبتا رزقاً
وإلى البلاد جلبتا نسمة الحياة
ناموس الآلهة توجهان
ما ضمت المخازن تكثران
المخازن تملآنها الى التمام
الى بيت الفقراء الذي يعانقة الغبار
تدخلان وتجلبان الرزق
كلتاهما، حيثما وقفتا
جلبتا زيادة غزيرة الى البيت
المكان الذي تقفان تشبعان، والمكان الذي فيه تجلسان تمونان
تدخلان السرور على قلب آن وانليل
كان الإلهتان تشربان الكثير من الخمر، وكثيراً ما كانتا تتشاحنان، فكل منهما تحاول ان تثبت للاخرى هي الافضل، وانها الاجدى، فتقول لاحار انها هي التي تطعم الآلهة اللبن والزبدة، وان غلة اشنان تنمو في الارض بدون جهد، فترد اشنان انها هي التي تزرق وتسقي وتحصد الطعام للآلهة، وانها لولا غلتها ما انتجت لاحار، وهنا تحكم بينهما الآلهة، فتعطي الحق لأشنان لأنها الاسبق في العمل من لاحار، فتقنع لاحار بحكم الآلهة وتمضي الحياة متدفقة خصبة.
المصدر ,, كتاب الاساطير السومرية