حضارة ما بين النّهرين ( 3500 ق.م - 500 ق.م)
وهي أول حضارة بشرية على وجه الارض، قامت في منطقة بلاد ما بين النّهرين دجلة والفرات في قارة آسيا، وهي دولة العراق حاليا أو ما يسمى ببلاد الرّافدين، وقد امتدت من جبال زاجروس شرقا وصولا لمنطقة شبه الجزيرة العربية غربا. ومن اهم اسهاماتها التي غيرت تاريخ الحضارات:
1- اختراع أول لغة مكتوبة (الكتابة المسمارية).
2- أختراع العجلة.
3- سن وتشريع القوانين (كما ترد في مسلة حمورابي شكل 3)، اختراع الزورق ذو الشراع.
وقد تميزت هذه الحضارة بمدنيتها المتقدمة، والعقيدة الدينية، وتنوع فنونها التشكيلية والتمثيلية، والحملات القتالية والحروب. إذ تتفرد فنون وادي الرافدين بمفرداتها وغنى خاماتها وتنوع مواضيعها. إذ اشتهرت عمارتهم بطرازها الخاص المشيد من خامة الطين/ اللبن و الطابوق المفخور والخشب، والتي استخدمت في تشييد المدن والشوارع والمساكن والقلاع والجسور والمعابد لوفرتهما بالمنطقة، اذ تندر الحجارة وتنحسر على المنطقة الجبلية الشمالية من البلاد.
كما تميزت معابدهم بنظام المصطبات أو ما يسمى بالزقورات التي تميزت بها بلاد ما بين النهرين، كما اشتهرت بالنحت البارز والغائر والمدور فاستخدمت الحجارة بانواعها والخشب وانواع المعادن في ذلك. كما استخدم الطين النهري المتوفر بكثرة في انتاج الخزف والفخاريات، واستطاعوا تحويل رمل السليكا المتوفر ايضا بكثرة الى زجاج وابدعوا في صناعاتهم الزجاجية، وتزجيج الادوات وجدران الابنية والمعابد بجداريات تميزت بالوانها وطابعها الزخرفي الخاص. وعرفوا استخراج مختلف انواع المعادن الحديدية والنفيسة واستخدموها لانتاج المشغولات مثل الاسلحة، والادوات، والحلي، وصك النقود.
كما ابدعوا بالصناعات الجلدية وصناعة النسيج، التي تميزت بالتصاميم الزخرفية ذات الدلالات الرمزية التي اشتهرت بها هذه الحضارة. هذا وقد عرفت بلاد الرافدين فنون الادب والشعر والغناء والتمثيل، وتنوعت الالات الموسيقية التي عرفوها منها الوترية مثل القيثارة (الهارب)، والهوائية مثل المزمار.