تبسمي بوجههِ ولاتؤصدي الابوابا
فالهجر يا سيدتي يصلب الالبابا
كم فتش عنكِ المدائن باحثاً
وما استلذ بعيشهِ بعدكِ وطابا
عشرون عاماً للوجوهِ متفحصاً
كالناسكين يتصفحون كتابا
وصومعةٍ من حبكِ قد شُيدَ
وللصلاةِ بنى صورتك محرابا
كريحٍ صرٌ بقلبهِ قد عصفت
فحطمت ابوابهُ وصار خرابا
ذا جنةٍ منذ فارقك يرتاد أطلاله
فغزتهُ الشيخوخة فما عاد شبابا
وإذ تلاحمت طرقاتكم مصادفةٍ
فتسترتي واضعةً بينكما حجابا
ما هكذا الظن بك بالحسبانِ يراه
وكان يرى رؤياك لايامهِ رضابا
أزيل الرماح عن وجهك حين يراكِ
ودعيه يتلو أشعارهُ أمامكِ بإسهابا
دعيه يفرغ الاحزان بحضرتكِ
وتبسمي بوجههِ ولا تؤصدي الابوابا
حامد عبدالخالق