.
قصيدةٌ تجتمع فيها الورودُ مع البنادقِ
…..
أسألها و هي تمسح على رأس الليل العجوز ،
و تراقب هذا الذي يجلس أمامها و تضحك :
بدين جدا .. كيف تحتملين بدانته تلك؟
ليس بدينا ،بل العالم هو الذي صار ضيقا أكثر،
.
أخرج من جيبي منديلا ،قصائده التي تخرج من دفتره .. تارة على هيئة تابوت خالِ
و تارة على هيئة غيمة ..
قصائدة الغريبة التي تشبه هيئته المضحكة..
قصائده التي تجتمع الورود فيها مع البنادق، مع الجنود المدججين بحب جنرلاتهم..
مع العشاق ثقيلي القلوب ..
قصائده التي ترن حين يتحسس جيوبه الخالية ..
كيف تحتملين كل تلك الركاكة؟!
.
هي حصتي الوحيدة من الوطن . أمسح جبهتي بالمنديل ..
المقاعدَ المهترئةَ .. الحرب الماجنة التي تضحك بشناعة .. الأرضَ التي يُدَّقّ عنقُها كل خمس دقائق .. كلَ هؤلاء الشحاذين و الصعاليك الذين يحترفون النوم ،على الطاولات و فوق المقاعد .. الجثثَ التي تضحك .. الجثثَ التي تشم الورد .. الجثثَ التي لا تتقن التحايا العسكرية..
.
كيف تحتملين رجلاً قلبه يعج بكل تلك الفوضى ..
أضحك له .. فيحول كل هذا إلى قصائد .. أو يشطب قلبه . تزداد جبهتي تعرقا،
فأكره المنديل أكثر ،
لكنه يكذب حين يتعلق الأمرُ بالحب ..
هذا واضح من الأنف الطويل البارز في دفتره ، يتكلم عن الفراشات ..
لمجرد ان اختراع أفلام الكارتون ،كان قبل اختراع الحديقة
يتكلم عن الغيوم .. لمجرد ان سقف حجرته هابطٌ قليلا و صالحٌ للرسم ،
يتكلم عن الأشجار ،من قلب وجد لقيطا على باب غابة..
يتكلم عن السماء ،و هو يقصد تلك الشاحنة الزرقاء التي تدوس وجهه كل صباح ..
يتكلم عن ال”أنا”و هو يقرص ساقىْ ال”نحن” العارية ..
كذبه هو ما يصنع مساحيق تبرجي ،و يرتب سمرة شعري ..
كما انه جيد ،حين يتعلق الأمر بوسادة مريحة K
أو مرآة جيدة الصنع،
أسمع ضحكة ساخرة تسيل من المنديل ،
فأرميه بعصبية..
لألمح في المنديل المُلقَى ،
وجها يضحك..
وجها يشبه ذلك الأحمق الذي يجلس أمامنا..
وجها كان أنا..
قبل أن تهمسي ذات مخاض؛
أحبكَ!
منقوول