.
أقبل أنثي بروح طافحة بالكآبة
أقبلها بشعور كثيف بالضجر
أغرز أظافري بسلسلتها الفقرية
أدوس بثقلي على اﻷصبع الكبير في قدميها
مثلما كان يفعل ذلك الشيخ المخبول ليستخرج مني جنية عاشقة
أنفث بداخلها رغبتي المهجوسة بالموت
أنثي
تحبل مني بقبلة
قرفي يتخلق في أحشائها ككائن ملعون بالحضور
حضور الملهاة الكونية
بوجع طازج لتمخضات الخروج من العدم
بتشنج اللحظات البكر ﻷنطفاء الوعي
بشغف الرحيل إلى الفراغ
.
هناك
يجلس المعنى على اﻷرض
وينتف بملقط شعر ساقي مدام كلود أشهر قودات العصر
ترفسه بقدمها بعد اﻷنتهاء من مهنته وهي تجلس على كرسي خيزران عتيق أهداه لها نيتشه
نيتشه بشاربه الكث وكبريائه الزائف
بدأ حياته نادل في حانة تديرها قوادة
كل أرائه في الوجود كتبها وهو يمسح أرض الحانة من غثيان السكارى
يتقرفص ليﻻ في زاوية ضيقة وينتحب يرتعش من حقيقته كإنسان تافه في مبغى الوجود
.
أخبرها بأنني تعيس
وأن التعاسة ﻻ تنتهي
أقبلها ببشفتين مفتوحتين من فجيعة الوﻻدة وحتى انكماش جسدي
أطلعها على مكمن اﻵلم في حياتي
موت أبي الذي لم يلدني بعد
مات وأنا مازلت نطفة في خصيتيه
فقط أكثر شيء أحزنني تلك الدودة العاهرة التيالتهمنتني من خصية أبي وخرجت بي لهذه الحياة المصابة بتسوس حاد
ينتظرني موت آخر
سأخوض الموت مرتين
فالحزن ينجبنا أكثر من مرة
أحن ﻷبي الذي تركني وحيدا في هذا العالم
أحلم به في اليوم كثيرا
يسخر مني ومن محاولة تمسحي بالقيمة بتقبيل أنثى ﻻتتقن فن اﻷنتحار مثل سليفيا بﻻث
أنثي
تدخل الحمام وتغلق على نفسها الباب
تتوهم الورطة بإضاعة المفتاح
تبدأ بالصراخ
تفجر غضبها بتمزيق سروالها الداخلي
سروالها الذي تستخدمه كمكمدات تضعه على رأس أمها المصابة بحمى التايفويد
ليتبقى من هذا الوجود
قبلتنا السادية
وموت أبي الأسطوري كمومياء فرعونية
وتجارب أنثي تفشل في اﻷنتحار ﻷنها تنتظر مولودنا اﻷول
وسروالها الداخلي الذي يحتضر لانتقال حمى التايفويد من رأس أمها إلى أنسجته المهترئة..
منقوول