في زمنٍ قديم ...كنت ٲجلس في زاوية الإنتظار
بهالات عينيّ الرمادية، وثوبي البائد
حين مر قطاركِ أمامي، لوحت له بنصف اصبع
وهمست في أذن المناديل النابتة
في فسحات عرباتهِ :
عسى ٲن توقف الركض المستمر خلف آثار خطاكِ
وتزيح القناع عن وجهكِ المعبأ بلون الخيانة
فأتخوزق في الجحيم..
حين ٲرى نقيض ذبذبات مشاعركِ
ومنظر المرأة المجهولة
الواقفة على حافة مفرق طريق وصولنا ..
ٲحترق ..
فيمتزج فيّ الحر والبرد في آنٍ واحد،
وتتلاطم صورتي في المرآة..
طامسة كل إحساس لدي ..
فتنعزل عني ..الأوراق، ريشات حبري، الكرسي الذي صدأ من جلوسي عليه، وناظر المحطة كذلك شاخ فاتحًا أذرعه للمشيب، ابتسامة الماضين والعائدين ..
كل هؤلاء فقدتهم ..
فقط رائحة بارود الفقد علقت بي
وبكل وقاحة ..
تلعقي كل شعر إدخرته للأيام الأبدية ..
ثم تبصقي عليها... لتفسدي نسل القصائد
فلم تُبقي لي منها سوى ظل حروف تململ وضعها الفارغ ..
وضجيج التفكير المذبوح ...
انجل ..