يحكي أن كان هناك ملكاً لديه خادماً ووزيراً، وكان الملك دائماً ينظر إلي حال الخادم الفقير السعيد، وكان يتعجب كثيراً فهو ملك عظيم وغني ويمتلك أموال كثيرة وقصور فخمة وحدائق رائعة وخدم وحشم ومع ذلك يعيش في كدر وهم وغم ولا يشعر بالسعادة أبداً، فكيف يعيش هذا الخادم الفقير الذي لا يملك أى شئ في سعادة وهناء ؟!
وفي يوم قرر الملك أن يخرج من صمته فجاء بالوزير وسأله : ما بال خادمي يبدو أسعد مني في حياته ؟ فقال له الوزير : جرب معه قصة التسعة والتسعين، سأله الملك : وما هذة القصة ؟ فقال الوزير : قم بوضع 99 ديناراً عند باله في الليل، واطرق الباب وقف راقب ماذا سيفعل من بعيد دون أن يلاحظ .
وفعلاً فعل الملك ما قاله الوزير، فوجد الخادم يعد الدنانير وعندما وجدها 99 دنياراً قال في نفسه : لابد أن الدينار الباقي وقع في الخارج، فخرج هو وأهل بيته يبحثون عن الدينار المفقود، ولكنهم عجزوا عن إيجادة، فغضب الخادم كثيراً لذلك وعندما جاء اليوم التالي ذهب إلي الملك عابس ومتكدر المزاج ناقم علي حاله وسوء حظة .. وقتها فقط فهم الملك معني التسعة وتسعين
الحكمة من القصة : أنك تنسى 99 نعمة في حق الله وهبك إياها وتقضي حياتك كلها تبحث عن نعمة مفقودة .. نمضي الكثير من عمرنا نبحث عن الدينار المفقود الذي لم يقدره الله لنا، وننسي ان ننعم ونستمتع بكثير من النعم الأخري التي أنعم الله علينا بها .. استمتع بالتسعة والتسعين ثم إن عِوض هذا المفقود جنات النعيم، إذا صبرت وكن متيقناً دائماً أن الله عز وجل يكتب ويقدر كل شئ لسبب وحكمة معينه يعلمها هو عز وجل، وحكمته اقتضت ما نحن عليه فارضَ واصبر وتمتع بالنعم التي عندك وغيرك يتمناها.