واجه قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده ومنبره ومحرابه عدة تطورات وتوسعات على مر التاريخ، وسنشرح ذلك تفصيليًا:

أولًا: بناء المسجد النبوي وتوسعته
كانت مساحة المسجد النبوي عندما بناه النبي صلى الله عليه وسلم 32.5× 28م.
ثم شهد المسجد النبوي مراحل متعددة لتوسعته:
- التوسعة الأولى (7هـ): وسعه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت مساحته 46م× 46م.
- التوسعة الثانية (17هـ): وسعه عمر بن الخطاب من الجهة الغربية والجنوبية، وأصبحت مساحته 65م× 55.5م.
- التوسعة الثالثة (29هـ): وسعه عثمان بن عفان من الجهة الغربية والجنوبية والشمالية، وأصبحت مساحته 74م× 69.5م.
- التوسعة الرابعة (88هـ): وسعه الوليد بن عبد الملك من الجهة الشرقية والغربية والشمالية، وأدخل الحجرات في المسجد، وأصبحت مساحته 93م× 93م.
- التوسعة الخامسة (162هـ): وسعه المهدي بن المنصور من الجهة الشمالية 245م
- التوسعة السادسة (888هـ): وسعه السلطان قايتباي من الجهة الشرقية 120م
- التوسعة السابعة (1265هـ- 1277هـ): وسعه السلطان العثماني عبد المجيد، وقد هدم جزءًا من المسجد وأعاد عمارته وأضاف إليه من الشمال 1293م، والبناية القديمة في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي الآن مع زخارفها تمت في عصره.
- التوسعة الثامنة (1372هـ- 1375هـ): بدأ بها الملك عبد العزيز، وأتمها الملك سعود من الجهة الشمالية، وقد بلغت مساحتها: 6024م.
التوسعة التاسعة: (1395هـ): وسعه الملك فيصل، وقد أضاف إلى أرض المسجد في الجهة الغربية: 35000م.
التوسعة العاشرة (1397هـ): وسعه الملك خالد، وأضاف 43000م في الجهة الجنوبية الغربية إلى أرض المسجد، ولم تتناول التوسعة المسجد نفسه، بل وضع عليها مظلات وخُصص جزء منها مواقف للسيارات.
التوسعة الحادية عشرة (1405هـ): وسعه الملك فهد من الشمال والغرب الشمالي والشرق الشمالي، وبلغت مساحتها: 82000م.
- التوسعة الثانية عشرة (1433هـ): أمر بها الملك عبد الله، ثم أمر الملك سلمان بإكمالها، ولا يزال العمل جاريًا فيها إلى اليوم.

ثانيًا: بناء المِحْرَابُ
لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم محراب، ويوجد الآن في المسجد النبوي ثلاثة محاريب:
1- المحراب الذي على يسار المنبر جهة الحجرات النبوية: وهو مكان إمامة عمر بن الخطاب بالمصلين، وهو الذي قتل فيه.
ثم بناه على شكل محراب الوليد بن عبد الملك عام 91هـ، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي عام 888هـ، وبقي إلى الآن، وهو الذي يصلي فيه الإمام اليوم.
* وبعض الناس ينسبه لمحراب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ، فمكان إمامة النبي صلى الله عليه وسلم بالمصلين خلف مكان إمامة عمر بن الخطاب بالمصلين بعشرة أذرع (4,6م).
2- المحراب الأمامي: وهو مكان إمامة عثمان بن عفان بالمصلين، ثم بناه على شكل محراب الوليد بن عبد الملك عام 91هـ، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي عام 888هـ.
3- المحراب الذي على يمين المنبر: وقد أنشئ عام 948هـ في عهد السلطان سليمان القانوني.











ثالثًا: بناء المِنْبَرْ
مر المنبر عبر التاريخ بعدة مراحل:
1- كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وهو مستند إلى جذع عند مصلاه، ثم اتخذ منبرًا له ثلاث درجات.
2- في عهد معاوية (50هـ) زاد ست درجات، فأصبح تسع درجات ومقعدًا.
3- لما احترق المسجد النبوي احترق معه المنبر عام 654هـ فأرسل الملك المظفر صاحب اليمن منبرًا جديدًا.
4- في عام 664هـ أرسل الظاهر بيبرس منبرًا جديدًا.
5- في عام 797هـ أرسل الظاهر برقوق منبرًا جديدًا.
6- في عام 820هـ أرسل السلطان المؤيد المحمودي منبرًا جديدًا.
7- في عام 886هـ احترق المسجد النبوي واحترق معه المنبر، فبني أهل المدينة منبرًا بالآجر.
8- في عام 888هـ بني السلطان قايتباي منبرًا من الرخام.
9- في عام 998هـ أرسل السلطان مراد العثماني المنبر الموجود الآن.





رابعًا: بيوت النبي صلى الله عليه وسلم
مرت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم في تطورها بعد مراحل:
المرحلة الأولى: بناها النبي صلى الله عليه وسلم مع مسجده في السنة الأولى من الهجرة وتتكون من غرفة وحجرة.
المرحلة الثانية: (11هـ) وضعت عائشة ستارة تفصل بينها وبين القبر.
المرحلة الثالثة: (13هـ) دفن أبو بكر في بيت عائشة، وجعلت عائشة الستارة بعد قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر أبيها.
المرحلة الرابعة: (23هـ) دفن عمر في حجرة عائشة، فبنت عائشة جدار بينها وبين القبور الثلاثة، وسكنت فيما تبقى من الحجرة.





المرحلة الخامسة: أغلقت عائشة فتحة الدخول إلى القبور.
المرحلة السادسة: (58هـ) بعد وفاة عائشة اغلق باب غرفتها.
المرحلة السابعة: (88هـ) أمر الوليد بن عبد الملك بهدم المسجد، وتوسعته من الشرك والغرب والشمال، وإضافة الحجرات فيه، وأمر بإزالة جدران بيت عائشة وإعادة بنائها من الحجارة السود، ولم يجعل للحجرة بابًا أو شباكًا ولا يمكن الوصول على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.
المرحلة الثامنة: في عهد المتوكل بنى رخامًا أسفل جدار الحجرة كالإزار لها وارتفاعه متر تقريبًا.
المرحلة التاسعة: (548هـ)، في خلافة المقتفي جدد تأزير الرخام وجعل ارتفاعه مترين تقريبًا.
المرحلة العاشرة (881هـ) في عهد الملك قايتباي حصل هدم وبناية، حيث تم هدم جزء من الجدار الخارجي، وجزء من الجداؤ الداخلي، ولم يبق من أركان الحجرة سوى مجمع الجدار الجنوبي الشرقي، ومجمع الجدار الجنوبي الشمالي.
ثم اعادوا بناء ماهدموه، وأصبح شكل البناء بدون السقف.
المرحلة الحادية عشرة: بعد الحريق الثاني في عام 886هـ أعاد قايتباي ترخيم الحجرة، وزاد في ارتفاعه، فأصبح 3م تقريبًا وأعاد ترخيم ماحولها[1].















[1] عبد المحسن محمد القاسم: شرح تفصيلي لقبر النبي صلى الله عليه وسلم، تقديم: عبد الرحمن السديس.
قصة الإسلام