.
وشمُ الفراشة
….
الشعر والحُزن إرثِي في هذَا العالَم
في أذني الصغيرة لم يؤذّن والدي
أمي غطَّت وجهها بوشاحٍ من الخَجل
حين عمّدني خالِي سرًّا بقصيدة لنزَار
وحينَ سمّاني تيمنّا بفدوَاه كانَت تبتسِم
لم يُكن مرغوبًا في ولادَتي
و لم أكُن راغبَة في لونِي الأسمَر،
ببُشرة بيضَاء و نقَاط نمَش صغيرَة
صغيرةٍ جِدًّا”
.
على صدرِي كأَثَر أقدام صِغار الملائكَة
هكذا تخيلتُني
وأنا أتسَلّى باستعراض شريطِ الحياة في بطنِ أمي
و تخيلتُك صيادًا لا يرفعُ عينيهِ عن ماء جسدِي
يرمِي خيطَ القُبل طويلاً يقتفِي هُنا و هناكَ
وشمَ الفراشَة حينَ يطفُو
يحفَظ سرَّ المَوتِ في عينِي
يستعجِل الغرقَ
ليصعَد الى رُتبَة الملائكَة ،
و يترُك صوته متدلِيًّا في فَمي
بينمَا أقُومُ أنا بلعبة توضِيح الأسمَاء
المراكب فرحُنا النزِق حين يغَادر
حزمَة الرسائِلِ المربُوطة بشريطٍ أحمَر للذكَرى
قلبٌ نابِض
المَوجٌ دُوار القصائد البريَّة حينَ تُتلَى علَى وجهِ الماَء
الشُرفة على البحر يدِانٍ تهدهدَان نعاسَ الشمس
باقَة الورُود على قبرٍ متهدّم نكزات توَدد للمَجهول
المَوتَى عصافِير تَدُلّنا على طرِيقِ العَودَة
الأشياءُ مسميَاتنا حين تفقِدُ اللغَة بوصلتَها
وأنا لستُ اسمًا لأي شَيء
أنا آخرُ القصَائد التي كتبتهَا امرأة أمِيَّة و خبّأتهَا
ثُمَّ أشاعَتهَا حُزنًا قَبلَ أن تُغادِر ..
منقوول