.
لا تكتب
…..
لا تكتب نصَّا ، لا يهيمُ على وجههِ في الطُّرقاتِ
كمتشرِّدٍ ، أو كطفلةِ يتيمة ،
أو كذاكَ الكلبِ الأجربِ،على رصيفِ الحانة.
لا تكتب نصَّا ، يتجوَّلُ في حدائقِ المُدَّاح
ينثرُ عليهم ، دموعهُ العادِمة
ويسرقُ من أفواههم ، وردة اصطناعية.
لا تكتب نصَّا ، ينزوي إلى قارعةِ القِراءة
بينما المعنى ؛
ينتقلُ من قارئٍ إلى آخر
كما تنتقلُ فتاةُ الليل.
لا تكتب نصَّا ، لا يحترفُ نصبَ كلماتهِ ،
كميناً للحياة
أو يخجلُ من رفعِ حركاتهِ
كفخذي البلاد.
لا تكتب نصّا ، يعيدُ سردَ الحكايات
فالتكرارُ يخنقُ ،
كما هذي الحروب.
لا تكتب نصّا ، يكونُ علامةً ،
فعلاماتُ المرورِ ، لا يلتزمُ بها شاعرٌ ضال
و حوادثُ الكِتابةِ ، كثيرةٌ .
لا تكتب نصّا ، يكشفُ عن نفسهِ ، أمامَ مِشْرحِ النّاقدِ العجوز
بينما الكلماتُ ، تتعرّى أمام الجميع .
لا تكتب نصّا ، يحضرُ كمُتَّهمٍ ذليلٍ ،في محكمةِ اللُّغة ،
فكلُّ نصٍّ ،لا يلتمعُ كخنجرِ الجريمة ، لا يعوَّلُ عليه.
لا تكتب نصّا ، يحضرُ في جمهرةِ التصفيق
كعارضةِ أزياءٍ ممشوقة ،
فالأضواءُ ، تجرحُ جبينَ العتمةِ
و تُخفي مِلحَ انفِجَارك.
لا تكتب نصّا ، تحسبهُ أصيلا
فالأصالةُ ؛نسبُ الواهنين
وشرعيَّةُ السُّلطانِ في بلادِكَ ،
وأنتَ، محضُ سُلالةٍ هجينة.
لا تكتب نصّا ، يحضرُ في المناسبات،
كرجلٍ صالحٍ ،
أنتَ الغيابُ ، فاكتب ؛كما يليقُ بفضاءِ مقعدٍ شاغر.
لا تكتب نصّا ، يطلبُ التماسكَ و الغاية
تلكَ ؛ مهنةُ الأنبياء
وأنتَ ،كما أنتَ ؛ صعلوكٌ ،ينمو في التَّشتُّت.
لا تكتب نصا ، وتنتظمَ في كِذبتهِ ،
فالنصُّ ، يكذِّبُ كاتبهُ و مزيجه.
لا تكتب نصّا ، بغيرِ أصابعَ محترقة
فالكلماتُ ؛جثثٌ ،تنتظرُ نارا ، لتشتعِلَ .
لا تكتب نصّا ، قبلَ أن يُصفّى دمُكَ
ف”حروفُ التاريخِ مزوَّرةٌ بدون دماء”
فاكتب بدمكَ ،
لتخلقَ ربَّكَ
وتنجو،
من المَكْذَبة .
منقوول