.
صوتي الذي كان أقرب إلى عواء ذئب
…….
تحبني المرأة بائعة السمك في السوق القديم
تبحث لي عن خاتمٍ في جوف سمكة اصطادها رجل عجوز في مياهنا الإقليمية المالحة
تعطيني أحشاءها أطعم بها جراء الوقت التي تنبح في ساعتي
لأبدو نافقاً كما يجب
تحبني المرأة بائعة الهوى على الرصيف
تقودني من الذراع التي توجعني إلى سريرها المتهرئ
رغم أني لست ثملاً بما يضمن لها الاحتيال عليّ
لكن أغوتها رائحة الجرح
تحبني المرأة بائعة الخبز
رغم أني لستُ وسيماً بما يكفي
لكنها دائماً ما تفكر بقمح وجهي الذي يشع على نحو
طالما كان مدعاة لفضول عصافيرها الجائعة
تحبني المرأة راعية الأغنام في الريف القصي
فقد كانت تعلم أن القصب كان شاهدي الوحيد
حين كانت أصابعي تنمو على الجرف بالطريقة نفسها
التي يتطلبها التماس الريح للغيمات أن تمطر
لهذا فقط
لم تخذلني النايات
تحبني المرأة بائعة الورد على كورنيش المدينة
ليس بعيداً عن تمثال بدر شاكر السياب
تعطيني وردة بالمجان وتترك أخرى في جيبي
تطعن الوردة بين شفتي
الوردة التي غنمتها في إحدى معاركي الخاسرة
ليبدو صوتي باهتاً وأنا أصرخ
بالكاد يوقظ قطة نائمة عند قدميّ
لترى شغلها مع الفئران التي تنشط في مثل هذا الوقت
صوتي الذي كان أقرب إلى عواء ذئب
تطارده لعائن القبيلة
وبنادق الصيادين
تحبني المرأة الموظفة في حديقة الحيوان
تربّت على رأس قطة هنا
وترشد خروفاً ضالاً إلى الحظيرة هناك
ترمي عظمة إلى كلب عابر
وتواسي فيلاً سرقوا نابيه ليصنعوا منهما الأمشاط والأبواق وكرات البلياردو
تشجع سلحفاة في سباق خاسر
وتهدّئ أسداً وظفوا لبؤته في سيرك جوّال
بينما أنا
يتيم وضائع وجائع وحزين ويائس وغاضب !
منقوول