غضب عارم إثر هجوم إرهابي يستهدف أطفالا نياما
تحولت جنازة الشيخ قحطان عدنان المشهداني، القيادي في صحوة الطارمية، إلى تظاهرة حاشدة في الاسبوع الماضي، إذ شارك فيها المئات من السكان المحليين الذين نددوا بمقتل الشيخ وجميع أفراد أسرته.
وكان مسلحون يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة قد اقتحموا منزل المشهداني في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في قضاء الطارمية شمال بغداد وقتلوه وزوجته وأطفاله الأربعة أثناء نومهم.
وأثار الهجوم ردود أفعال غاضبة في أوساط الشارع العراقي ومجالس الصحوة والمسؤولين العراقيين الذين نددوا بالهجمات التي تستهدف تصفية أسر رجال الصحوة.
وسار أقرباء وأصدقاء المشهداني مع المئات من سكان الطارمية في مراسم التشييع التي توجهت إلى مقبرة "شهداء المدينة"، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة لحماية المشيعين.
وتقدمت الجنازة التي استمرت لساعتين، نعوش الأطفال الأربعة: حسن، ثلاث أعوام، ومسرّة ، عامان، وأحمد، ست أعوام، وعدنان ، 13 عاما.
ولفت جثامين الأطفال بقماش أبيض كتب عليها "شهداء مغدورون"، فيما لف نعشي المشهداني وزوجته بأعلام عراقية وصورة جماعية لكل أفراد الأسرة.
مخطط جديد للقاعدة
وقال المقدم جمال أحمد المشهداني، معاون مدير شرطة الطارمية، في حديث لموطني إن "الهجوم يندرج ضمن مخطط جديد تتبعه عناصر القاعدة لاستعادة سيطرتها والعودة بقوة إلى مناطق حررتها قوات الصحوة والقوات العراقية بعد طردها منها".
وأضاف المشهداني في حديث لموطني أن "هذا المخطط الجديد يتمثل في انتقام القاعدة من عناصر الصحوة التي تحاربها، عبر قتل زوجات وأطفال وحتى أقرباء عناصر الصحوة الآخرين".
وأشار إلى أن المخطط "يهدف إلى بث الرعب في نفوس عناصر وقادة الصحوة لإجبارهم على التخلي عن الحرب ضدهم والانضمام لهم فيما بعد".
من جهته، قال القائد العسكري لصحوة العراق، الشيخ رعد صباح، في حديث لموطني إن الصحوة اتخذت إجراءات لمنع هذه الظاهرة.
وأضاف أنه تم توجيه عناصر الصحوة بضرورة تغيير مناطق سكناهم ونقل زوجاتهم وأطفالهم إلى مناطق أخرى خوفا على حياتهم، "إذ باتت القاعدة تستخدمهم كورقة ضغط [على أعضاء الصحوة]".
وأوضح أن جميع رجال الصحوة، البالغ عددهم نحو 72 ألف عنصر، قد أقسموا على "عدم التراجع أو القبول بتهديدات القاعدة، وهم مصرّون على مواصلة قتالهم والتعاون مع الحكومة العراقية والقوات النظامية لتحقيق ذلك".
’أسوء من الحيوانات‘
بدوره، ندد الحاج عبد السميع خليل، إمام جامع "المشاهدة" في الطارمية، بمقتل المشهداني وأفراد أسرته، واصفا القتلة بأنهم "أسوء من الحيوانات".
وتساءل خليل في حديثه لموطني "ما ذنب الأطفال والزوجات؟ لا توجد عبارة لوصف وحشية ما يحصل".
وطالب بإنزال العقاب على "القتلة ويجب أن يكون قاسيا وغير رحيم لأن بقاءهم طلقاء يعني جرائم مماثلة في المستقبل".
أما أسامة علي، 33 عاما، وجار للمشهداني، فقال لموطني إن "الغضب والحزن يخيم على نفوس الجميع، فنحن غير مصدقين لما حدث كوني شاهدته قبل ساعات من الجريمة مع طفلته مسرّة وهو يحملها ويداعبها عند باب المنزل".
وأضاف أن هؤلاء القتلة "ليسوا ببشر ولا حتى حيوانات. إنهم بلا قلب ولا رحمة"، مضيفا "سنفعل ما بوسعنا من أجل العثور عليهم وتسليمهم للقوات الأمنية لتقديمهم للعدالة".