يحكي أن في يوم من الايام كان هناك صديقان تجمعهما صداقة طويلة تقوم علي الحب والاخلاص والمودة، وقد خرج الصديقان في رحلة طويلة في الصحراء، وخلال الرحلة تجادلان معاً فصفع احدهما الآخر علي وجهه صفعة قوية، تألم الصديق الذي انضرب علي وجهه بشدة وشعر بالحزن والالم لهذه الفعلة من صديقه ولكنه لم ينطق بكلمة واحدة، ولكنه كتب علي الرمال : اليوم صفعني اعز اصدقائي علي وجهي !
واستمر الصديقان في رحلتهما حتي عثروا علي واحة فقرروا أن يغسلوا اجسامهم بالماء للتخلص من الحر والتعب طوال الطريق، ولكن فجاة الرجل الذي انضرب علي وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة وبدأ في الغرق، إلا ان صديقه اسرع يمسك يديه في اصرار ويرفض أن يتركه مجازفاً بحياته وبسلامته حتي تمكن من انقاذه وبعد ان نجا الصديق من الموت قام وكتب علي قطعة من الصخر : اليوم انقذني اعز اصدقائي من الموت .
تعجب صديقه وقال له : لماذا عندما ضربتك في المرة الاولي علي وجهك كتبت علي الرمال، والآن عندما انقذتك من الموت كتبت علي الصخر، ابتسم الصديق في هدوء واجابه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها، ولكن عندما يقدم لنا احدهم معروفاً علينا ان نحفر ذلك علي الصخور حتي لا تستطيع الرياح محوها ابداً مهما مر الزمان .. تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال وأن تنحتوا المعروف على الصخر .