من الطبيعي أن تضيع مفاتيح منزلك أو سيارتك، أو تواجه مشكلة في تحديد الاتجاه الذي تسير فيه، أو قد لا تتذكر أنك في أي مكان، أو تحاول أن تتذكر كلمة معينة أو اسماً أو مكاناً، ولكن محاولاتك تبوء بالفشل.. لا عليك، كلنا نتعرض لمثل هذه الظروف، فضياع الذاكرة المفاجئ يصيب الجميع بلا استثناء، وهو يحصل أكثر فأكثر كلما توغلنا في خريف العمر.
* أسباب النسيان المفاجئ
لا شك أن زلات الذاكرة محبطة ومثيرة للقلق في بعض الأحيان خصوصاً عندما تتكرر وتحدث أكثر مما ينبغي، لأنها تثير مخاوف من خطر الإصابة بمشكلة عصبية جدية، مثل مرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف، ولكن إذا حدث النسيان على حين غرة فهو غالباً ما يحصل جراء أسباب أخرى يمكن تدبيرها فتعالوا نستطلعها معاً:
1- التوتر والقلق
إن أي شيء يزيد من صعوبة تركيز المعلومات والمهارات الجديدة وتثبيتها قد يؤدي إلى مشاكل على صعيد الذاكرة؛ إن كلاً من التوتر والقلق يتداخلان مع الانتباه ويمنعان تكوين ذكريات جديدة أو استرجاع الذكريات القديمة.
2- الاكتئاب
هناك علاقة وثيقة ما بين الذاكرة والعواطف، ومن هنا فإن الاكتئاب يمكن أن يؤثر على التركيز، وبالتالي في القدرة على التذكر في شكل جيد، وتشمل علامات الاكتئاب الحزن الخانق، وعدم الاكتراث، ونقص الاستمتاع بالأشياء التي كنت تستمتع بها عادة، وإن النسيان قد يكون علامة للاكتئاب أو نتيجة له، وإذا شعرت بالحزن، وفقدت اهتمامك بالأشياء التي استمتعت بها ذات يوم فإنه يتوجب عليك أن تستشير أحد الاختصاصيين في الصحة العقلية لتلقي العلاج.
3- نقص الفيتامين ب12
إذا كان نظامك الغذائي يحتوي على القليل من هذا الفيتامين فإن ذاكرتك قد تتأثر، وإن وجود ما يكفي من الفيتامين ب12 في الطعام ضروري، لأنه يتولى عملية حماية الخلايا العصبية كي تتمكن من التفكير بوضوح، وإن جسم الإنسان لا يصنع الفيتامين ب12 من هنا أهمية تأمينه من الأغذية الغنية به، مثل اللحوم والأسماك والحليب والجبن والبيض. إن نقص الفيتامين ب12 شائع عند النباتيين لهذا يجب عليهم التحدث مع طبيبهم حول تناول المكملات.
4- إصابات الرأس
إن حوادث السقوط أو حوادث السيارات أو أي حادث رضي يتعرض له الرأس يمكن أن يجعلك غير قادر على تذكر الأحداث أو الأشخاص حتى ولو لم تكن فاقداً للوعي. إن تأثير ضربة الرأس على الذاكرة يختلف بحسب حدة وشدة الضربة، والنسيان المفاجئ الناجم عنها قد يكون عابراً أو أنه قد يكون دائماً.
5- السكتة الدماغية
وهي تحصل عند انسداد أحد أوعية الدماغ أو انفجاره، ما يؤدي إلى انقطاع التروية الدموية عن جزء من الدماغ الذي تتأثر خلاياه جراء نقص إمدادها بالأوكسجين اللازم لعملها واستمرارها على قيد الحياة.. إن السكتة قد تسبب فقدان الذاكرة على المدى القصير أو على المدى الطويل.
6- الإدمان على الكحول
إن شرب الكثير من الكحول يمكن أن يتداخل مع الذاكرة قصيرة المدى، ويجعل من الصعب تكوين ذكريات جديدة أو تخزين المعلومات التي تم تعلمها. إن الإدمان على الكحول يساهم في ضياع مؤقت للذاكرة، وإذا استمر صاحبها في الشرب فقد يفقد الذاكرة بشكل مستمر.
7- الأدوية
إن العديد من الأدوية مثل المهدئات، ومضادات الاكتئاب، وبعض خافضات ضغط الدم، وغيرها يمكن أن تعبث بالذاكرة، إما عن طريق التهدئة أو التشويش، ما يجعل من الصعب الاهتمام بأشياء جديدة بشكل وثيق، وإذا كانت لديك شكوك بوجود علاقة بين الدواء الذي تأخذه وذاكرتك فإن عليك أن تتحدث مع طبيبك أو مع الصيدلي لإيجاد البديل المناسب للدواء.
8- الغدة الدرقية
إن قصور الغدة الدرقية يمكن أن يخلق بلبلة على صعيد الذاكرة، أيضاً، حيث يؤدي القصور إلى أعراض كثيرة، من بينها الاكتئاب واضطراب النوم، وكلاهما يمكن أن يكون سبباً للنسيان. إن إجراء فحص دم بسيط يسمح بمعرفة ما إذا كانت الغدة تعمل بشكل صحيح، فإذا تأكد وجود نقص في هرمونات الغدة فلحسن الحظ يمكن إصلاحه بسهولة بإعطاء الدواء.
9- قلة النوم
إن عدم أخذ ساعات كافية من النوم قد يكون أهم سبب للنسيان، وحتى النوم المريح القليل جداً يمكن أن يثير القلق وتغيرات على صعيد المزاج، ما يؤدي إلى ظهور مشاكل في الذاكرة. تؤدي قلة النوم إلى الإجهاد والقلق، وكلاهما يؤديان إلى النسيان الذي بدوره يفضي إلى المزيد من التوتر وبالتالي إلى المزيد من النسيان.
* علاج النسيان المفاجئ
إن النسيان المفاجئ يعد آفة من آفات العصر الذي نعيشه، وهو يضرب الكل، صغار السن والشباب وكبار السن، فإذا خانتك الذاكرة فجأة فمن المفيد أن تجري جلسة مع طبيبك لمعرفة ما إذا كانت هناك أسباب قابلة للعلاج هي أصل البلية، فالحصول على المزيد من النوم، وعلاج القلق والتوتر والاكتئاب، وتبديل الدواء، وإصلاح نقص الغدة الدرقية، قد يعيد الذاكرة إلى مسارها الصحيح.