أعلنت منظمة اليونسكو أن بغداد حصلت على المرتبة الثالثة من بين أكثر عواصم العالم وساخة واحتواء على النفايات وثامن عاصمة على مستوى التلوث البيئي.
تصنيف منظمة اليونسكو هذا للعاصمة بغداد ولّد ردود فعل عند العراقيين على اختلاف طبقاتهم، وكل عبر عن انزعاجه وأسفه بطريقته ولم يكتفوا بالتعبير عن آرائهم فقط بل تجاوزوا ذلك بحملات تطوعية للتنظيف وطالبوا المسؤولين بتفعيل دورهم والعمل الجاد من أجل إظهار العراق بأبهى صورة والإخلاص لهذا البلد الذي يعيشون في ظل نعمه وفضله، ولم يكتفوا بالمناشدات وإنما ضمنوا شعاراتهم وهتافاتهم تشخيصا للخلل وعلاجا للمشكلة.
ففي الشعلة والبياع والنهروان، وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية وضمن التظاهرات التي تندد بنقص وانعدام الخدمات رفع المواطنون شعارات ترسم صورة الواقع المأساوي منها: (الحكومة والبرلمان يدّعون الإيمان والعراق أوسخ الأوطان) و(بفضل الحكومة والبرلمان صار العراق أوسخ الأوطان) و(لا نظافة ولا أمان في ظل الحكومة والبرلمان) و(بلد المليارات والخيرات تملؤه الأوساخ والنفايات) و(الحفر والمطبات تملأ بغداد والمحافظات) وغيرها من الشعارات. النجف والشامية والمهناوية شهدت احتجاجات واسعة على سوء السياسات الحكومية وانتقد المحتجون مظاهر الأوساخ والنفايات وعدّوا ذلك إهمالاً متعمداً من قبل الحكومة لاشتغالها بالمحاصصات والفساد والسرقات.
وفي طويريج والمسيب (كربلاء) اعتبر الاهالي تقرير اليونسكو نتيجة طبيعية للإهمال المتعمد من قبل الحكومة ففي الوقت الذي تتجه سياستها الى تقديم مساعدات مالية للدول الاخرى كالسودان وسوريا واليمن تقدر بـأكثر من 25 مليون دولار فإن عواصم هذه الدول لم تحتل المراتب المتدنية كما هو الحال في بغداد وهذا يعتبر استخفافا بالوطن والمواطن لأن الاولى توفير هذه الاموال لدعم القطاعات الخدمية. ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)، وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945.