ولنا أمل
اجتمع زملاء العمل لتناول الغداء فور انتهائهم من الرد على مكالمة سعيد من مكه
حيث اطمئن على الجميع ودعا لهم
أبت فاتن ان تشاركهم الطعام فقام أشرف وقدم لها بعض " السندويتشات "
فاخذتها منه وقامت لتصنع الشاى
جلس محمود واشرف يتحدثون فى شئون العمل بينما وقف شادى فى الشرفه يطالع صفحات " الفيسبوك "
قدمت فاتن الشاى إلى محمود واشرف وسالت عن شادى
اشرف قد تلفت حوله : شادى فى البلكونه
فاتن إقتربت منه وقالت بلطف : اتفضل الشاى يا بشمهندس
تظاهر شادى بالوجوم
انا بصراحه عاوز أشرب شاى لكن مش عاوز اخد حاجه منك
فاتن بشجن : ليه يا بشمهندس أنا زعلت حضرتك فى إيه
شادى وقد تخلى عن وجومه المصطنع : انا عزمت عليكى تاكلى معانا
ورفضتى ولما أشرف قدملك الاكل أخدتيه منه
فاتن بهدوء تضع تفسيراً لما حدث : حضرتك تلاحظ انى بنادى أشرف باسمه المجرد لانى أعرفه من خمس سنين وبييجى البيت عندنا كتير وانا معاكم فى المكتب من
شهر تقريباً فطبيعى ان يكون فى شوية خجل وارجو متكونش زعلان منى مقدرش احرجك والله
شادى معاتباً : خلاص سماح المره دى بس تكون اخر مره
فاتن وقد غمزت على إحدى عينيها وقالت بمرح : بصراحه مقدرش أوعدك أنها تكون اخر مره
شادى بحدة صوت فى نبعها وكانها لم تنضج بعد : يعنى انتى ناويه تحرجينى تانى
فاتن على محياها إبتسامه خجلى كعروس فى خدرها : انت ونصيبك فاضل مره أو مرتين كمان لحد ما اتعود عليكم
شادى مشاكساً : لا دا كده أزوركم فى البيت واشتكى منك لعم منصور
فاتن راجيه : طيب بلاش شكوى ربنا يكرم أصلك
تذكر شادى أيام طفولته حيث كان يدق على باب الجيران ثم يعدو
ويترقب من بعيد ردة أفعالهم فعاوده الحنين لهذا الصنيع
- طيب اجى البيت ازوركم من غير ما اشتكى
لم يعدو شادى هذه المره بل وقف يترقب أثر دقته الخافته على باب قلبها
فتخضب وجهها خجلاً ولصقت عيناها بالأرض
إقترب أشرف منهما مداعباً
- هو الشاى فى البلكونه له طعم تانى
شادى مبتسماً وكأنه يروى قلبه برذاذ الحب فى عينيها : صدقنى نفس الطعم وتعالى جرب بنفسك انا داخل أشوف شغلى
جلش شادى على مكتبه وهو يتطلع إلى السقف وأرجع رأسه للوراء
وأسندها بكفيه وإبتسم منتشياً فربما يجد فردوس أمانيه وبستان نزعاته التى ينشدها مع هذه الفتاه الرقيقه التى غلفت سحرأنوثتها بحياء جم فرست على شاطئها مركب أحلامه
جمال يرتاد المكتب ويسال عن أشرف ومازن فى صحبته يركض نحو فاتن
التى إحتوته بين ذراعيها ورفعته لاعلى وغطت وجهها به حتى لاتفضح الصب عيونه
دلف أشرف مكتب جمال وأغلق الباب
- ازى حضرتك يا دكتور
جمال بتودد : بخير اتفضل عاوز أعرف رأيك فى فاتن من حيث الطباع والاخلاق
ابتسم أشرف ابتسامه خفيفه وكأنه توقع ما وراء السؤال
- إنسانه طيبه وعلى طبيعتها بنت نقيه بجد واهم ميزه فيها أنها بتستحى
فى زمن عز فيه الحياء لكن اسمحلى أكيد فى حاجه ورا سؤالك عنها
جمال : بعدين هاقولك
وكأن أشرف الذى خرج تواً يُحدثه عن ضحى دون أن يدرى فانتشى بكلماته
التى أماطت الاذى من طريق قلبه وسكبت فيه الغرام وقد إختارها مازن من قبل فتمدد هيامه فى حناياه وغمرته الافراح
لعل فى جنبات روحها يجد دار خلده فتأوى إليها نفسه وتكون ظلاً جديداً يروى به قلبه بعدما أكلت منه ألسنة الوجع حتى ضجت
وتمادى فى أحلامه بالنعيم ليُطعم رغباته التى إشتد بها الجوع من جنتها
ولم يقطع سيل أحلامه الا دقات شادى على بابه
- لو سمحت يا دكتور كنت عاوز حضرتك تساعدنى فى موضوع
جمال وهو ما زال منتشياً : موضوع إيه
شادى بسعاده قد تجلت فى عينيه : بصراحه أنا نويت اتجوز وعاوز حضرتك تفاتح العروسه
جمال متعجباً : هو انا أعرف العروسه مش واخد بالى بتتكلم عن مين
شادى منتشياً : عاوز حضرتك تكلملى فاتن وتشوف رايها فيا علشان أتقدم لها رسمى
أنا مرضيتش أخلى أشرف يفاتحها علشان عارف حضرتك هتحلى بضاعتى قدامها
هوت كل احلامه واستحالت نشوته غماً ، سراباً لم يجده شيئاً عندما إقترب من تحقيقه
أمانى حدثته بها نفسه صارت رماد إشتدت به الريح ، تعثرت أحلامه على باب قلبه ومعها تعثرت كلماته ولم يدر ما يقول لمن جاء يستل أفراحه
اومأ برأسه ثم جاهد نفسه ليرسم إبتسامه كاذبه على وجهه
- مبروك مقدماً
عماد زعيتر