أنها تعرف الحكاية في دمي
، تعرف بأن الشاعر لا يكتب دفعة واحدة كتأملة ولا يسافر كعصفورٍ أزرق ولا يتقاسم التحدق مع الغرباء من نافذة قطار واحد ، تعرف القلب الذي يفيض بالسفر وبجنونها الأخاذ عليه ، و لا تصيبه بمديح فادح ، لأن ثمّة طبيعة تجمعهم إرث الحزن في دم الليل ، ويمتد بها الشغف إلى أنوثتها الشرقية ، لا يخذلها الكلام ، الأنثى التي تلحظ قلبها الهودج تحت ضوء النجمة ، تشبه البدايات والصباحات و مزاج التكوين المعتدل ، الفتاة الشمسية لا يخذلها نصف الكلام ، تعتلي هذيان كلُ شاعر ، تتكّسر اللغة على راحتيها ، اللثغة المتورمة كنهد في صوتها وفي تباهي كامل تذرفها ، أسميّها وطن ، ومن أعماقكِ ينسجون الشعراء قمصان قصائدهم متظاهرين ببكاءهم المكبوت وعاداتهم في التضرع التي تشبه رأفة النوم ، من يشبهكِ ؟ من !
يا سيدتي من أوقعني في الحب .. قدتُ له البحر وطوعت له صوت المهرة المعتزلة في الصحراء ، هكذا لا أغيب .. هكذا لا أنساكِ .. هكذا أعود مفقوداً حين أصغي إليكِ وحينما تنتابني الحياة مرة أخرى .. أمضي شارداً يحتفي بي دفء الموقف ..
وكما تعلمين ، هذه ليست رسالة إعتذار ،رسائل الأعتذار حين ترصدك إضاءة الفانوس وتمزق فلذات فؤادك من الورق وتكوّم أعقاب السجائر و الصمت ساعداً مخذولاً على خدك والطريق خصماً للظن .. لا يحملني الألم على ذلك!
ولا شيء يدعو للغناء سوى حضورك .. مفتولة بأحلامنا مملوءة بالولع كالطائر الشقي .. تطرقين فضولي حتى ينضج .. لكي يكون حباً مفتون بجنّة الله ، بأرض الله .