يا أصدقاء
.. من قال أن الحُب يُنسى و أن الجراح بإمكانها أن تطير مع مهب الريح،و أن لكل كسرٍ جبراً و أن لكل حزنٍ فرحة؟،
توقفوا عن الهذيان قليلاً و عن العيش على قيد أوهامٍ تعلمون أنها خاطئة ولا تقدم لأرواحكم سوى بعض الآلام الغير مرئية الغير مرغوب بها !،تريدون أن تعيشون الحياة ! من أخبركم أنها عبارة عن مجموعة أفلام إنسانية و مليئة بالمشاعر الجميلة؟
مثلما تعيشون السعادة،عيشوا الحزن ! .. لا تهربوا من مخاوفكم ولا تختاروا التغاضي عن نغزات قلوبكم،ولا تقفزوا من فوق جبال أحزانكم!
لا بأس في الإنعزال و التفكير في هذه الأمور بشكلٍ جدي،و حتى أنه من الممكن أن تفكروا فيها بشكلٍ عميقٍ و سلبيٍ أيضاً! لا تكتموا إنكساركم ولا تدربّوا أنفسكم على أنها صلبة و يستحيل أن تنهزم في ذات مرة،إن تعاملت مع ذاتك بهذه الطريقة ستتجاوز الكثير من الأمور الصعبة لمدة زمنية محددة حتى تهزمك ذكرى !
عش حزنك،إن روحك ستأبى فرض القوة عليها و أن تحملها ما لا تطيقه ولا تقدر عليه!
عش حزنك،إن روحك تحتاجه و تحتاج أن تتكاتف جميع أعضاء جسدك لتعيد لها البهجة !
لا أحثك على الإنكسار،ولا الضعف ولا الكآبة،لكني أحثك على شعورٍ ينافي السعادة،يجعلك تقدر الفرح بجميع أشكاله،و يعرفك على ذاتك أكثر،يجعلك تعرف كم من الصبر فيك،و كم من القوة و التحمل !
عش حزنك،لكن لا تستسلم له،لا تنقاد وراء أفكاره،لا تتبع سبيله لتجعل من نفسك كائن هش، لا ..
عش حزنك لتتخطاه،لتشعر بقيمة الفرحة،لتدافع عن سلامة روحك،و تجري وراء ما يهيّج المشاعر المُريحة فيها .. عش حزنك لتعرف من أنت،لتتسع خانة الأفراح فيك،و لتبقى إنساناً طبيعياً؛ بإمكانه أن يشعر .