.
جنونُ الأرصفةِ
….
جنونُ الأرصفةِ مُربِكٌ
هذا المساءَ …
والخطى الماجنةُ فوقَها
تُفسِدُ أسبابَ الرَّشاد!!
تُرسِلُ في المارّةِ
عُقدةَ الضَّياع ،،،
.
هنا ، ترتدي المسافاتُ ،،
مقاساتٍ أكبر منها
تَرتَعِدُ بين مدٍّ وجزرٍ
في هوامشَ فضفاضةٍ
لا تُفضي ،،،
إلى أيِّ لقاءٍ !!
.
مُخيفةٌ اليافطاتُ
في العُيونِ الشَّاهقةِ
تزجُرُها حروفٌ خارجةٌ
عن الأبجديةِ
كُلُّها بلا شَرعيةٍ !!
تَعيثُ على شَواهدِ
الأبنيةِ فسادًا ،،،
.
مزاميرُ الآلاتِ الناقلةِ
فاقعٌ لونُها
يُشخِصُ الأبصارَ ،،
لا تأبهُ للموتىَ أمامَها
أن تُنهيَ فوضاهم ،،
بمزيدٍ من الموتِ !!
.
الأيدي المُصوَّبَةُ
نحو الجيوبِ الفارهةِ
والفارغةِ ،،
لا تُميِّزُ الغثّ من السّمين
تهُزُّ أجسادًا جرداءَ ،،علّهُ
يسَّاقطُ عليها ولو قطعةً معدنيّةً !!!
.
صراخُ الجياعِ ..يَُدوّي
في البطونِ المتخمةِ ..
المتزاحمةِ ،، ثم ينكمشُ
حيثُ لا مكانَ للصّدى
يختنقُ ،،هناكَ،،،
على عتباتِ الباعةِ
حيثُ الزّحامُ يدوسُ
أرغفةَ الجَوعى ،،، !!
.
ثمّةَ لا شيءَ هُنا ،،
غيرَ الأشياءِ ،،، !!!!
.
الأرواحُ كلُّها انبطحت
على الرّصيفِ
وضعت خدّها الأيمنَ
على جلدِ الأسفلت وأصغت جيّدًا
علّها تسمعُ نبضةً للحياة
أو ركلاتٍ لباحثينَ عن النّجاة !!
.
عيونُ المُغتربينَ تبرُقُ
تحتَ السّماءِ الأجنبيّةِ
بينَ وجوهٍ نُّحاسيةٍِ متشابهةٍ ،،
تستَرسِلُ باللاشيءٍ علّها
تقطعُ دابرَ الشّوقِ ، !!
وتفيضُ بالأرضِ مع الجُموعِ
الهائمةِ !!
.
هنا ، لا فرارَ ،،
من سلاسِلِ الّليلِ
وصقيعِِ الصّباحاتِ ،،
هنا ،، لا مُرَبِّتَ على
صريرِ النّوافذِ الخائبِ
الذي لا يرفِدُ أيَّ قادمٍ !!
.
هبطَ القمرُ اضطراريًّا،،
احتلقَ حولَهُ كلُّ العميانِ ،،
بدلائِهم ،، جاؤوا يغرفونَ النُّورَ ،،
عادَ لسمائِهِ مُضرّجًا بظلامِه ،،
نزفَ الدُّجى والأرضُ ،،أصابها مزيدٌ
من الدُّوارِ ،، فنامت !!!
.
وأنا قرأتُ المُعوّذاتِ ثلاثًا
وواصلتُ انتظاري///
ليدِ أُمِّي !!
منقوول