.
قطار أمي كان يعرف طريقه ، مرتوياً بِشَوقِه
ممتطياً صهوة الريح
غير آبه بالأعشاب الضارة ،
ذلك الحصان النبيل ..
سافرَ الى البعيد و لم يعد ..
*
قطار أطفالي .. بمحّرِكٍ مبحوحَ الصوت على سكّة مزيّفة ،
كمكّوك ضائع في فضاء الترهات
في تسبيحٍ لسرابٍ بعيد الشفاء
*
قطاري .. ما زلت أمكث فيه ،
حصانٌ مربوطٌ مُنكَّس العنق ، يَضربني بحوافره
و أنا أرْعى القبلات الغائبة في تياترو الغياب
طموحي أن ينهض بمحض إرادته ،
ويمر بقبر أبي العلاء المعري ويدخل في فلسفة جديدة
إحياءً لرسالةٍ أبعدَ من الغفران
*
لأكون واقعية أكثر
القطار مقيّد بالسكّة ، كيف له أن يخرج ؟
والرّيح غير مؤاتية ، للجلوس على مائدةٍ معاً
لكن الأسئلة تجدي للزمن ،
حسبنا ، بعد الآن ،
لن نجتمع إلّا في صورة جماعية في ألبوم العائلة القديم
أو في مقبرةٍ جماعية كقشعريرة واحدة
*
كلثّة عجوز يحكمه الضجر ، فاقداً طقم أسنانه .. سكة الحديد ،
يشدّ وجهات بُعد النظر إلى بعضها
بينما قطار المدينة مغروزاً في لثةِ المحطة الرئيسية ،..
يتأّلَمُ لإحتقانِ ضرسِ العَقلِ الكبيرِ ،
يَنْخرُ الصَّدأ لثَّة العتم .. في استباحة علنية لانكسار شوكة القطار ،
قطار المدينة .. يتقلَّبُ في عرباته
يُؤازرُ الحرّية في إحدى أصعب رحلاته !
الرحلة طويلة ..
المسافرون على متن نقيع الإنتظار ،
و العابرون يُفَصِّلون الحلم على مقياس ريختر
كزلزال كهلٍ يَلِدُ مسوخاً فاقدة الذاكرة ..
والأكثر بروزاً في وثنيّة العينين .
منقوول