.
أنا أكتب إذن أنا موجود /
خرج النزلاء جميعًا من مستشفى المجانين
وحبسونا في هذا العالم
تركونا نبحث عن قرنفلة خلف الأسلاك
وغراب فُقئت عيناه وهو يطارد نفسه
يهذي بأن كل شيء يسير إلى حيث تجرُّه الحكمة
وبالطريقة ذاتها.. لا جديد تحت الشمس
يا لحظوظهم.. يأكلون ويسكرون ويمرحون كالأطفال
لم يدفنوا تحت العتبة جُرحًا
لم يقترفوا قنينة الموت ويلقوا الكئوس في وجه المرايا
لا يحزنهم فَقْدُ حبيبٍ ولا ينتظرون عودة غائب
عجبًا.. منفى وينبت نخلة.. حديقة وتملؤها الأشواك
النموس تؤصل لدعارة المعنى.. تمارس الجنس خارج الجحور
وأنا صرت لحاء شجرة
والأيام ديدان تغزل حريرًا وتقتات على أجساد الغائبين
آه يا جسد
يا معذبي وصاحبي وأهلي والطريد
يا رسالة.. لا لغة لها ولا سطور
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.. وتشيب من فرط ما حُمّلت أفئدة العاشقين
كذبة أخرى
لا عشق ولا محبة.. لا جنس ولا حنين
موت يدفعنا للمواني ويخطف السفن للمغيب.. لالتصاق الطحلب بخزف الجرة
والجنين بالمشيمة
النهد سجن الأمومة وجلادها.. حصان النار.. شَبَبُ اللهب في زنزانة السجين
سخافات بلا رائحة ولا طائل من ورائها : القديسون.. يطاردون شبح اللامعنى
ومن يستلب من فم الأفعى فرخ عصفور !
ما أكثر الدجالين الذين يكتبون شعرًا
الكبش .. سيُذبَح
وأنا الحجر الذي يُسًنُّ عليه السكين
ولا ألف فدية
ولا ألف قُبلة
ولا عشرون ألف قصيدة
يمكن أن تنسيني عينيه الهلعتين
اللتين كَرِهَتَاني
وأنا – لا حول لي ولا قوة –
أحدّق كالغريب .
منقوول